«إذا دخل العدو البلاد فهو فرض عين» وإذا كان العدو لا يزال في بلاده فقتاله فرض كفاية» حسب الحاجة وما تقرره الدولة.
٢ - يشكل على من يعرب قوله تعالى «وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» أو «وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ» جملة حالية لمجيئها بعد الواو ومع أنها سبقت بنكرة وكان حقها أن تعرب صفة، وللتخلص من هذا الإشكال، ورد أن الواو تدخل على الجملة الحالية كما تدخل على الجملة الوصفية وقد أجاز الزمخشري ذلك من قوله تعالى:«وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ».
٣ - عسى: فعل غير متصرف ومعناه المقاربة على سبيل الترجي وهي على ثلاثة أضرب:
الأول أن تكون بمنزلة كان الناقصة فتحتاج إلى اسم وخبر، ولا يكون الخبر إلا فعلا مستقبلا مشفوعا بأن الناصبة، قال تعالى:«عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ»«فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» لفظ الجلالة اسم عسى و «أَنْ يَأْتِيَ» في تأويل المصدر خبر عسى. وفي ذلك يقول الفرزدق حين هرب من الحجاج لما توعده بالقتل:
وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده... إذا نحن جاوزنا حفير زياد
وقد شذ مجيء خبرها مفردا كقولهم في المثل:«عسى الغريرا بؤسا».
الثاني: أن تكون تامة: كما هي في هذه الآية «عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ».
الثالث: يجوز به الوجهان السابقان: الأول والثاني كقولك: «عبد الله عسى أن يفلح» فيجوز لنا أن نجعلها ناقصة. كما يجوز لنا أن نجعلها تامة.
٤ - في هذه الآية صورة من صور المقابلة وهي من الطباق المركب نجد ذلك في قوله تعالى:«أَنْ تَكْرَهُوا..}. {وَهُوَ خَيْرٌ}، و {أَنْ تُحِبُّوا} ... {هُوَ شَرٌّ».