على إيراد الأوجه، الأخرى، محاولةً منه أن يترك لأولي البصر والتخصص مجالًا لقول أو مندوحة لرأي..
لقد أضاف الأستاذ محمود رحمه الله تعالى إلى المكتبة الإسلامية سفراً سيكون لقارئيه نوراً يهديهم إلى مزيد من الفهم لكتاب الله العظيم، كما سيكون للأستاذ محمود نفسه نورًا على الصراط، وظلًا ظليلًا يوم لا ظل إلا ظل رحمته وعفوه..
وبعد.. فإنها ولا شك مشيئةٌ من الله تعالى أن يتوافق في هذا العمل مفارقتان اثنتان: ففي أصيل يوم بارد من أيام شباط عام ١٩٨٥ اختار الله إلى جواره مؤلف الكتاب الأستاذ محمود صافي بعد ساعةٍ واحدة من تسليم مسودته إلى دار الرشيد للطباعة والنشر لتتولى مشكورة طباعته وتوزيعه في العالم الِإسلامي.. لقد مات الرجل الكبير في ذات الساعة التي تمَّت فيها الولادة لعمل من أكثر الأعمال إرضاء لله تعالى!
رحم الله الأستاذ محمود صافي وأثابه على عمله المبرور رضواناً منه وكرامة، وأجزل الله الأجر للأستاذ محمد حسن الحمصي الذي ما فتئ منذ أسس دار الرشيد للطباعة والنشر يتخيّر نفائس الكتب للنشر والتوزيع، مؤثراً دائماً ما يتعلق بكتاب اللُه الكريم وشرعه القويم شرحاً وتفسيراً وفهرسة وطباعة، ومعطياً عمله من العناية والإِتقان ما جعله موضع تقدير الجميع وإعجابهم وثنائهم..
أسأل الله أن يتقبل جهد العاملين المخلصين، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به أمة الأشلام إن ربنا سميع مجيب..