قال المصنف رحمه الله تعالى: [ورواية داود وعاصم، عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة رضي الله عنها:(تغتسل كل يوم مرة)].
داود هو ابن أبي هند، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن.
وعاصم هو ابن سليمان الأحول، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الشعبي، عن قمير، عن عائشة].
وقد مر ذكرهم.
[تغتسل كل يوم مرة] يعني: هذا فيه أن الاغتسال كل يوم مرة.
[وروى هشام بن عروة، عن أبيه:(المستحاضة تتوضأ لكل صلاة)].
يعني: هذا أثر عن عروة.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[وهذه الأحاديث كلها ضعيفة، إلا حديث قمير، وحديث عمار مولى بني هاشم، وحديث هشام بن عروة عن أبيه، والمعروف عن ابن عباس الغسل].
هذه المستثناة آثار وليست أحاديث، لكن قضية الوضوء عند كل صلاة ثابت، وقد جاء في صحيح البخاري، وجاء في غيره، وهذه الأحاديث التي ضعفها أبو داود قد صححها غيره، واعتبروا مجموع تلك الأحاديث يؤدي إلى شيء واحد، وهو: أن الوضوء لكل صلاة لابد منه.
عبد الملك بن أبي سليمان، هو ابن ميسرة وابن أبي سليمان، ابن ميسرة هو أبو سليمان؛ لأن الأول اسم أبيه، والثاني كنية أبيه.
ويوجد راو آخر هو: عبد الملك بن ميسرة الهلالي، أبو زيد العامري الكوفي الزراج، ثقة من الرابعة، يروي عن الشعبي، والأول أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم وأصحاب السنن، وعلى كل النتيجة واحدة، سواء كان هذا أو هذا، لكن هذا لا شك أنه أقوى.