[شرح حديث:(ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء عند اللقاء.
حدثنا الحسن بن علي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً).
قال موسى: وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ووقت المطر)].
قوله:[الدعاء عند اللقاء] أي دعاء المجاهدين عند لقاء الكفار، وذلك أن هذا الموطن من مواطن الإجابة، ومن المواضع التي يستجاب فيها الدعاء.
وقد أورد أبو داود حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: [(ثنتان لا تردان أو قلما تردان)] الشك هنا من الراوي.
قوله: [(الدعاء عند النداء)].
النداء هو الأذان.
قوله: [(وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً)].
هو شدة البأس حين يلتحم المسلمون مع الكفار ويقتتلون، فإن الدعاء في هذه الحالة يكون مجاباً.
وفي الطريق الآخر ذكر وقت المطر وهذا لم يصح؛ لأن رزق هذا هو ابن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن وهو مجهول.
فائدة: حديث استجابة الدعاء عند نزول المطر جاء عند الشافعي في الأم (١/ ٢٢٣)، ولفظه:(اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر)، وقال الألباني: الحديث له شواهد من حديث ابن عمر وأبي أمامة خرجتها في التعليق الرغيب (١/ ١١٦)، وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة إلا أنها إذا ضم بعضها إلى بعض يتقوى ويرتقي إلى مرتبة الحسن، وهو في صحيح الجامع (٣٠٧٨) وصحيح الترغيب والترهيب (٢٦٠)، وصحيح ابن خزيمة (١/ ٢١٩).