[تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا قرأ (ولا الضالين) قال: آمين، ورفع بها صوته)]
قوله: [حدثنا محمد بن كثير].
هو محمد بن كثير العبدي، وهو ثقة، من كبار شيوخ البخاري، وقد أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو يروي عن سفيان الثوري.
[أخبرنا سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ثقة فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وسفيان الثوري من المتقدمين في الوفاة، توفي سنة (١٦١هـ) ومحمد بن كثير العبدي الراوي عنه توفي بعد سنة (٢٢٠هـ) ولكنه عُمِّر تسعين سنة؛ ولهذا أدرك المتقدمين.
[عن سلمة].
هو سلمة بن كهيل ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن حجر بن العنبس الحضرمي].
حجر بن العنبس الحضرمي وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، وأبو داود والترمذي.
في بعض النسخ ذكر: أبي العنبس وهو ابن العنبس وليس كذلك، وكنيته أبو السكن، و (أبي) مصحفة عن (ابن)؛ لأن (أبي) رسمها قريب من رسم (ابن) ولهذا قد يأتي التصحيف بين كلمة (ابن) و (أبي)، لكن لو كانت الكنية موافقة لاسم الأب، يكون كل ذلك صحيحاً، لكن الكنية هنا غير موافقة لاسم الأب، فهو تصحيف.
وقد جاء في بعض الروايات التي ستأتي ابن العنبس، وجاء في رواية سفيان الثوري أنه قال: ابن العنبس، وجاء في رواية شعبة عن أبي العنبس.
وجاء في رواية شعبة: (أنه خفض صوته بآمين) ولكن رواية سفيان الثوري مقدمة على رواية شعبة وذلك لأمور عديدة منها: أن سفيان أحفظ من شعبة وهو مقدم على شعبة في الحفظ، وكل من سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وكل منهما حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، ولكن أحدهما أحفظ من الآخر، وهو سفيان؛ فيكون مقدماً في الحفظ على شعبة.
وقد ذكر الحفاظ أن سفيان مقدم على شعبة، وقد قال شعبة: سفيان أحفظ مني.
وكانوا يعتمدون في التمييز بين الثقات أيهما أوثق من بعض، أو أيهما أحفظ من بعض، بعدِّ الأخطاء التي يخطئها هذا وهذا، فإذا عدوا أخطاء هذا وأخطاء هذا، وعرفوا أن هذا أقل أخطاء وأن هذا أكثر أخطاء، فإنهم يقدمون في الحفظ من يكون أقل خطأً.
وعلى هذا فرواية سفيان: (أنه جهر بآمين) مقدمة على رواية شعبة: (أنه خفض صوته بآمين) على أن شعبة جاء عنه في بعض الروايات ما يدل على الجهر بآمين، فصارت بعض رواياته موافقة لرواية سفيان الثوري.
[عن وائل بن حجر].
هو وائل بن حجر الحضرمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة، ومسلم وأصحاب السنن.