قال الزركشي رحمه الله: لو اقتدى المأموم بإمام محدث وهو جاهل حدثه فإن صلاته تصح وإن فاتته فضيلة الجماعة.
فهل قوله صحيح بانتفاء فضيلة الجماعة عن المأموم؟
الجواب
كيف تنتفي عنه فضيلة الجماعة؟! لو صلى إمام وهو محدث والناس يجهلون حدثه فالجماعة موجودة ولم تذهب فضيلتها، وهم قد أدوا ما عليهم وفعلوا ما يمكنهم، ففضيلة الجماعة لا وجه لذهابها؛ لأن الجماعة موجودة، وإنما النقص على من صلى محدثاً، فهو الذي يجب عليه أن يتوضأ ويعيد الصلاة، وهم لا يعيدون الصلاة.
وقد قال عليه الصلاة والسلام لما أخبر عن أمراء يأتون بعده:(يصلون لكم فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم).
ويقول عثمان رضي الله عنه كما في البخاري:(إن الصلاة من خير ما يفعل الناس، فإن أحسنوا فأحسن معهم، وإن أساءوا فاجتنب إساءتهم).