المقصود بالجد: الحظ والنصيب، أي: لا ينفع صاحب الحظ حظه عندك، وإنما ينفعه العمل الصالح، فلا ينفع عندك الحظ والمنزلة والجاه والمال؛ لأن العبرة بالعمل الصالح، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) أي: من أخره عمله عن دخول الجنة فليس نسبه هو الذي يسرع به إليها.
فالجد هنا: الحظ والنصيب، يقول الشاعر: الجد بالجد والحرمان بالكسل فانصب تصب عن قريب غاية الأمل يعني أن الثمرة والنتيجة والحظ والنصيب إنما هو بالجد، والحرمان يكون بالكسل؛ لأن الجد يورث جداً وحظاً ونصيباً، والكسل يورث حرماناً.
فالجد يأتي بمعنى: الحظ والنصيب، ويأتي بمعنى: الجد الذي هو أبو الأب، فيقال له: جد، ويأتي بمعنى: العظمة، كما قال عز وجل:{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}[الجن:٣] أي: عظمته، وجاء في الحديث:(وتعالى جدك) أي: تعالت عظمتك؛ لأن الجد هنا بمعنى العظمة.
قوله: [وقال بشر: (ربنا لك الحمد) لم يقل: (اللهم)].
بشر هنا لم يقل:(اللهم)، ولم يأت بالواو في:(ربنا ولك الحمد).
قوله: [لم يقل محمود: (اللهم) قال: (ربنا ولك الحمد)].
ومحمود -أيضاً- لم يقل:(اللهم) ولكنه قال: (ربنا ولك الحمد) فأتى بالواو، وبشر قال:(ربنا لك الحمد) بدون واو، وكل منهما لم يقل:(اللهم)، والفرق بينهما هو في الإتيان بالواو وعدمه، ولفظة (اللهم) متفقان على عدم ذكرها، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر (اللهم) و (ربنا ولك الحمد) بالواو وبدون واو، فكلها واردة.