هل يصلح أن يضم إلى جوابكم عن شبهة فريد وجدي العقلية التي يقول فيها: كيف يعقل أن البشر يألفون بشراً إلى آخر كلامه أن يقال: ألا تعجب من الذين اتخذوا من دون الله أوثاناً آلهة، فعبدوا الحجارة، وعبدوا البقر، والأشجار، وصغار الحيوانات والحشرات، كما نسمعه عن بعضهم في بعض البلدان، فهذا أعظم قبحاً عند أصحاب العقول السليمة، فالدجال فتنته أعظم لما أذن الله له بتملك هذه الخوارق، وأما الحجارة والأموات فليس لهم خوارق، فأيهما أعجب؟
الجواب
لا شك أن هذا يدل على سفه الذين يعبدون غير الله عز وجل، سواءً عبدوا الدجال أو عبدوا الأوثان، لكن فريد وجدي كلامه على اعتبار أن هذا شخص يمشي يدعو إلى ألوهيته وهو نفسه فيه نقص موجود لا يستطيع أن يكمله، ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب، ومعلوم أن الكفار يعبدون الأوثان والأحجار، لكن هو يقول: إن الناس الآن قد عندهم التقدم فكونه يروج عليهم شخص أعور يقول: إنه إلههم، ثم ينساقون له، أقول هذا بعيد! فهو ينكر كل ما يتعلق بالدجال، وأنه لا وجود له، وأنه خرافة، وأنها كلها أحاديث موضوعة لا قيمة لها، فهو يستبعد أن الناس يروج عليهم هذا الشيء، ولكن القضية كما هو معلوم أن البصائر إذا عميت عميت الأبصار معها.