[طريق ثانية لحديث:(يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله) وتراجم رجال إسنادها]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا ابن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا الحديث قال فيه: (ولا يؤم الرجل الرجل في سلطانه)].
أورد أبو داود الحديث من طريق أخرى، وفيه:(ولا يؤم الرجل الرجل في سلطانه)، أي: الرجل الذي هو صاحب السلطان لا ينبغي أن يؤمه رجل آخر في مكان سلطانه.
قوله:[حدثنا ابن معاذ].
هو عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، ثقة، أخرج حديثه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
[حدثنا أبي].
هو معاذ بن معاذ العنبري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
أي: حدثهم شعبة بالإسناد المتقدم، وقد مرّ ذكره.
[قال أبو داود: وكذا قال يحيى القطان عن شعبة: (أقدمهم قراءة)].
يعني: أن هذا الذي جاء عن شعبة قد جاء أيضاً عن يحيى القطان وفيه قال: (أقدمهم قراءة)، وهو كما جاء في الرواية المتقدمة، ولكن الحديث الذي سيأتي فيه أنه لما ذكر السنة قال:(أقدمهم هجرة) ولم يقل: (أقدمهم قراءة)، وإنما الذي فيه أنه قال:(أقدمهم هجرة)، هو المناسب، بخلاف قوله:(أقدمهم قراءة)، فإنها مع قولة:(أقرؤهم لكتاب الله) بينهما شيء من التماثل أو التداخل.
فالذي يبدو أن الصواب:(أقدمهم هجرة)، وليس:(أقدمهم قراءة)، ولكن ذكر القراءة معناه: أن يكون الإمام أسبق في القراءة، وعلى هذا فقد يكون الأقدم قراءة هو الأصغر سناً، لكن أغلب الروايات فيها:(أقدمهم هجرة) كما جاء في صحيح مسلم، وليس فيه ذكر الأقدم في القراءة، وكذلك عند أبي داود كما سيأتي.
قوله:[وكذا قال يحيى القطان].
هو يحيى بن سيعد القطان، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.