[تقديم الرسول لاسمه عند كتابة الكتب منه إلى غيره وصفة سلامه على الكفار]
والرسول صلى الله عليه وسلم لما كتب بدأ باسمه وقال:(من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) فذكره باسمه وهو هرقل، ووصفه بوصفه وهو أنه عظيم الروم؛ لأنه عظيم عند الروم.
قوله: [(سلام على من اتبع الهدى)] من المعلوم أن الكفار لا يبدءون بالسلام، بأن يقال: السلام عليكم، ولكن بمثل هذا الكلام وبمثل هذا السلام؛ لأن هذا سلام بالكناية وسلام بهذا الوصف، وذلك بأن يكون السلام والدعاء لمن اتبع الهدى، وأولئك إذا أسلموا ودخلوا في الإسلام فإنهم يتبعون الهدى، فيكون لهم نصيب من ذلك.
ثم قال:(أما بعد) وذكر دعوته إليه صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أسلم تسلم) إلى آخر الحديث.