[طرق متابعات لحديث (أن رسول الله قنت في الوتر قبل الركوع) وتراجم رجال أسانيدها]
[قال أبو داود: روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضاً عن فطر بن خليفة عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله].
أورد أبو داود طريقاً أخرى للحديث وفيها فطر بن خليفة، وفطر بن خليفة صدوق أخرج له البخاري وأصحاب السنن.
[عن زبيد].
هو زبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب].
هؤلاء قد مر ذكرهم.
قال رحمه الله: [وروي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه عن أبي بن كعب رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع)].
أورد أبو داود أيضاً طريقاً أخرى معلقة للحديث، وأتى بها بقوله: (روي).
قوله: [عن حفص بن غياث].
حفص بن غياث ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن مسعر].
هو مسعر بن كدام ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب].
هؤلاء قد مر ذكرهم.
[قال أبو داود: وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أبياً].
ذكر أبو داود طريقاً أخرى تنتهي إلى عبد الرحمن بن أبزى وليس فيها ذكر القنوت ولا ذكر أبي بن كعب الصحابي الذي جاء في الطريقين السابقتين.
قوله: [وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيد بن زريع].
يزيد بن زريع ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد عن قتادة عن عزرة].
هو عزرة بن عبد الرحمن، وهو ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم].
سعيد وأبوه قد مر ذكرهما.
قال رحمه الله: [وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس، ولم يذكروا القنوت].
يعني: أن هذه الرواية مثل الرواية السابقة الأخيرة ليس فيها ذكر القنوت.
قوله: [وكذلك رواه عبد الأعلى].
هو عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[ومحمد بن بشر العبدي].
محمد بن بشر العبدي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس].
يعني: أنه سمع عيسى بن يونس الذي جاء من طريقه ذكر أبي بن كعب وفيه أنه قنت قبل الركوع، وهذا ليس فيه ذكر القنوت.
قال رحمه الله: [وقد رواه أيضاً هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة ولم يذكرا القنوت].
يعني: أنه رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وشعبة بن الحجاج الواسطي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة ولكنهما لم يذكرا القنوت.
[قال أبو داود: وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد فإنه قال في حديثه: (إنه قنت قبل الركوع)].
قوله: [وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش].
سليمان الأعمش هو سليمان بن مهران الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[وشعبة].
شعبة مر ذكره.
[وعبد الملك بن أبي سليمان].
هو عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهو صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري تعليقاً ومسلم وأصحاب السنن.
[وجرير بن حازم].
جرير بن حازم ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت].
كلام أبي داود هذا يبدو منه أنه يرى عدم ثبوت القنوت؛ لأنه هو الذي ذكر هذا معلقاً ولم يذكره مسنداً في الأصل، ثم جاء بتلك الروايات التي تخالف هذه الرواية.
قوله: [لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد فإنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع].
يعني: أنه أثبت القنوت.
[قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص؛ نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر.
قال أبو داود: ويروى أن أبياً رضي الله عنه كان يقنت في النصف من شهر رمضان].
يعني: أنه لم يكن يفعل ذلك دائماً، وهذا كأن فيه شيئاً من جهة الرواية؛ لأنه كان لا يفعله دائماً.