[شرح حديث (رأيت راية رسول الله صفراء) وتراجم رجال إسناده]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا سلم بن قتيبة - الشعيري - عن شعبة عن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال:(رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء)].
أورد أبو داود حديثاً آخر عن رجل من قوم سماك بن حرب يقول:(رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء) يعني: لونها أصفر، ولكن الحديث فيه هذا الرجل المبهم الذي هو شيخه الذي من قومه، وأما الصحابي الذي رأى الراية فالجهالة لا تؤثر؛ لأن المجهول من الصحابة في حكم المعلوم، ولكن الجهالة تؤثر في غيرهم، فهذا الذي هو شيخ سماك مبهم غير معروف، فالحديث بسببه ضعيف، وأما الرجل المبهم الذي رأى راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء فجهالته لا تؤثر؛ لأن الصحابة عدول والمجهول منهم في حكم المعلوم.
قوله:[حدثنا عقبة بن مكرم].
عقبة بن مكرم، ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
[حدثنا سلم بن قتيبة الشعيري].
وهو أبو قتيبة يعني: كنيته أبو قتيبة، وأبوه قتيبة، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وهو يأتي أحياناً بكنيته فقط فيقال: أبو قتيبة، وأحياناً يأتي باسمه كما هو هنا سلم بن قتيبة الشعيري والشعيري نسبة إلى بيع الشعير.
وهو صدوق، أخرج له البخاري وأصحاب السنن.
[عن شعبة].
شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سماك].
سماك بن حرب، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً ومسلم وأصحاب السنن.
[عن رجل من قومه عن آخر منهم].
وهذا هو الذي قلت: إنه سبب تضعيف الحديث، لأنه رجل مبهم لا يعرف.