للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن الحرث الأكبر جاهليّ إسلامي، وابنه محمد بن الأشعث وابنه عبد الرحمن بن الأشعث القائم على عبد الملك والحجاج وهو مشهور، وابن عمهم أيضا ابن عديّ وهو الأدمر بن عديّ بن جبلّة له صحبة فيما يقال، وهو الّذي قتله معاوية على الثورة بأخيه زياد وخبره معروف.

هذه قبائل اليمن من قحطان استوفينا ذكر بطونهم وأنسابهم ونرجع الآن إلى ذكر من كان الملك منهم بالشام والحجاز والعراق حسبما نقصه، والله تعالى المعين بكرمه ومنه لا ربّ غيره ولا خير إلّا خيره.

الخبر عن ملوك الحيرة من آل المنذر من هذه الطبقة وكيف انساق الملك اليهم ممن قبلهم وكيف صار إلى طيِّئ من بعدهم

أمّا أخبار العرب بالعراق في الجيل الأول وهم العرب العاربة فلم يصل إلينا تفاصيلها وشرح حالها، إلّا أنّ قوم عاد والعمالقة ملكوا العراق، والمسند في بعض الأقوال أنّ الضحّاك بن سنان منهم كما مرّ. وأمّا في الجيل الثاني وهم العرب المستعربة فلم يكن لهم به مستبدّ وإنما كان ملكهم به بدويا ورياستهم في أهل الظواعن. وكان ملك العرب كما مرّ في التبابعة من أهل اليمن، وكانت بينهم وبين فارس حروب وربّما غلبوهم على العراق وملكوه أو بعضه كما مرّ، لكن اليمن لم يغلبوا ثانيا على ما ملكوا منه، وقد مرّ إيقاع بخت نصّر وإثخانه فيهم ما تقدّم. وكان في سواد العراق وأطراف الشام والجزيرة الأرمانيون من بني إرم بن سام، ومن كان من بقية عساكر ابن تبّع من جعفر طيِّئ وكلب وتميم وغيرهم من جرهم، ومن نزل معهم بعد ذلك من تنوخ ونمارة بن لخم وقنص بن معدّ ومن إليهم كما قدّمنا ذكر ذلك. وكان ما بين الحيرة والفرات إلى ناحية الأنبار موطن لهم وكانوا يسمّون عرب الضاحية، وكان أوّل من ملك منهم في زمن الطوائف مالك بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن قضاعة، وكان منزله مما يلي الأنبار. وملك من بعده أخوه عمرو بن فهم.

ثم ملك من بعدهما جذيمة الأبرش اثنتي عشرة سنة، وقد تقدّم أنه صهرهما وأنّ مالك بن زهير بن عمرو بن فهم زوّجه أخته وصاروا حلفاء مع الأزد من قوم جذيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>