للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأخذون سفنه، وكان معاوية يدركهم بالعطاء حتى خافهم الروم ثم نقلهم يزيد في ولايته. ثم دخل سنة أربع وخمسين الى بلاد الروم محمد بن مالك وشتى بها وغزا بالصائفة [١] ابن يزيد السلميّ، وفتح المسلمون جزيرة أروى قرب القسطنطينيّة ومقدمهم جنادة بن أبي أمية، فملكوها سبع سنين ونقلهم يزيد في ولايته وفي سنة خمس وخمسين كان شتّى سفيان بن عوف بأرض الروم، وقيل عمر بن محرز وقيل عبد الله بن قيس. وفي سنة ست وخمسين كان شتّى جنادة بن أبي أميّة، وقيل عبد الرحمن بن مسعود، وقيل غزا في البحر يزيد ابن سمرة. وفي البرّ عياض بن الحرث. وفي سنة سبع وخمسين كان شتّى عبد الله بن قيّس بأرض الروم. وغزا مالك بن عبد الله الخثعميّ في البرّ، وعمر بن يزيد الجهنيّ في البحر.

وفي سنة ثمان وخمسين كان شتّى عمر بن مرّة الجهنيّ بأرض الروم، وغزا في البحر جنادة بن أميّة. وفتح المسلمون في هذه السنة حصن كفخ من بلاد الروم، وعليهم عمير بن الحباب السلميّ صعد سورها وقاتل عليه وحده حتى انكشف الروم وفتحه.

وفي سنة ستين غزا مالك بن عبد الله سويّة وملك جنادة بن أبي أمية رودس وهدم مدينتها.

[وفاة معاوية]

وتوفي معاوية سنة ستين وكان خطب الناس قبل موته وقال: إني كزرع مستحصد وقد طالت إمارتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني، وتمنيت فراقكم وتمنيتم فراقي ولن يأتيكم بعدي إلا من أنا خير منه، كما أنّ من كان قبلي خير مني. وقد قيل من أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه. اللَّهمّ إني قد أحببت لقاءك فاحبب لقائي وبارك لي. فلم يمض إلا قليل حتى ازداد به مرضه فدعا ابنه يزيد وقال: يا بنيّ إني قد كفيتك الرحلة والترحال ووطأت لك الأمور وأخضعت لك رقاب العرب، وجمعت لك ما لم يجمعه أحد. وإني لا أخاف عليك أن ينازعك هذا الأمر الّذي انتسب لك إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن عليّ، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فأمّا ابن عمر فرجل قد وقذته العبادة، وإذا لم يبق غيره بايعك. وأمّا الحسين فإنّ أهل العراق لم يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه، فإنّ له رحما ما مثله وحقا


[١] بياض في الأصل وفي الطبري ج ٣ ص ١٦٤: «ففيها كان مشتى محمد بن مالك أرض الروم وصائفة معن بن يزيد السلمي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>