الى بلادك فانّ العساكر لا تطيعه فوصل به الى مراغة واتفق معظم الجند على البيعة لعمه سليمان شاه وبعث أكابر الأمراء بهمذان الى أتابك [١] زين الدين مودود أتابك ووزير مودود وزيره فأطلقه مودود وجهزه بما يحتاج اليه في سلطانه وسار معه زين الدين على كجك في عساكر الموصل فلما انتهى الى بلاد الجبل وأقبلت العساكر للقاء سليمان شاه ذكر معاملتهم مع السلطان ودالتهم عليه فخشي على نفسه وعاد الى الموصل ودخل سليمان شاه همذان وبايعوا له والله سبحانه تعالى أعلم.
[وفاة المقتفي وخلافة المستنجد]
ثم توفي المقتفي لأمر الله في ربيع الأوّل سنة خمس وخمسين لأربع وعشرين سنة من خلافته وقد كان استبدّ في خلافته وخرج من حجر السلجوقية عند افتراق أمرهم بعد السلطان مسعود كما ذكرناه في أخبار الخلفاء ولما توفي بويع بعده بالخلافة ابنه المستنجد فجرى على سنن أبيه في الاستبداد واستولى على بلاد الماهلي ونزل اللحف وولى عليها من قبله كما كانت لأبيه وقد تقدّم ذكر ذلك في أخبارهما انتهى.
[اتفاق المؤيد مع محمود الخان]
قد كنا قدّمنا أنّ الغز لما تغلبوا استدعوا محمود الخان ليملكوه فبعث اليهم بابنه عمر فملكوه ثم سار محمود من جرجان الى نسا وجاء الغز فساروا به الى نيسابور فهرب عنها المؤيد ودخلها محمود والغز ثم ساروا عنها فعاد اليها المؤيد فحاصرها وملكها عنوة وخربها في شوّال سنة أربع وخمسين ورحل عنها الى سرخس فعاد اليها المؤيد فحاصرها وملكها عنوة ورحل عنها الى بيهق ثم رجع اليها سنة خمس وخمسين وعمر خرابها وبالغ في الإحسان اليها ثم سار لإصلاح أعمالها ومحو آثار المفسدين والثّوار من نواحيها ففتح حصن إشقيل وقتل الثوار الزيدية وخرّبه وفتح حصن خسر وجور من أعمال بيهق وهو من بناء كنجر وملك الفرس أيام حربه مع جراسياق وملكه ورتب فيه الحامية وعاد الى نيسابور ثم قصد مدينة كندر من أعمال طرسا وفيها متغلب اسمه خرسده يفسد السابلة ويخرب الأعمال ويكثر الفتك وكان البلاء به عظيما في خراسان فحاصره ثم ملك عليه الحصن عنوة وقتله وأراح البلاد منه ثم قصد في رمضان من السنة مدينة بيهق وكانوا قد
[١] كذا بياض بالأصل، وفي الكامل ج ١١ ص ٢٥٤: سار سليمان شاه من الموصل الى همذان لتولي السلطنة. وقد تقدم سبب قبضه واخذه الى الموصل. وسبب مسيره اليها ان الملك محمد بن السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه لما مات أرسل أكابر الأمراء من همذان الى أتابك قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل يطلبون منه إرسال الملك سليمان شاه بن السلطان محمد بن ملك شاه اليهم ليولوه السلطنة فاستقرت القاعدة بينهم ان يكون سليمان شاه سلطانا وقطب الدين أتابك وجمال الدين وزير قطب الدين وزيرا لسليمان شاه وتحالفوا على هذا.