رسولها بكتابها إلى يزيد يخبره. وقدم ابن هرمز على يزيد فبينما هو يحدثه عن المدينة قال الحاجب: بالباب رسول فاطمة بنت الحسين، فذكر ابن هرمز ما حملته.
فنزل عن فراشه وقال عندك مثل هذا وما تخبرني به! فاعتذر بالنسيان. فأدخل يزيد الرسول وقرأ الكتاب وجعل ينكث الأرض بخيزارنة ويقول: لقد اجترأ ابن الضحّاك هل من رجل يسمعني صوته في العذاب قيل له عبد الواحد بن عبد الله القسري فكتب إليه بيده قد وليتك المدينة فانهض إليها واعزل ابن الضحّاك وغرمه أربعين ألف دينار، وعذّبه حتى أسمع وأنا على فراشي. وجاء البريد بالكتاب إليه ولم يدخل على ابن الضحّاك فأحضر البريد ودس إليه بألف دينار فأخبره الخبر فسار ابن الضحّاك إلى مسلمة بن عبد الملك واستجار به وسأل مسلمة فيه يزيد فقال: والله لا أعفيه أبدا فردّه مسلمة إلى عبد الواحد بالمدينة فعذّبه ولقي شرّا، ولبس جبة صوف يسأل الناس وكان قد آذى الأنصار فذمّوه وكان قدوم القسري في شوّال سنة أربع ومائة وأحسن السيرة فأحبّه الناس وكان يستشير القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله.
عزل الحريشيّ وولاية مسلم الكلبي على خراسان
كان سعيد الحريشيّ عاملا على خراسان لابن هبيرة كما ذكرنا وكان يستخف به ويكاتب الخليفة دونه ويكنيه أبا المثنّى. وبعث من عيونه من يأتيه بخبره فبلغه أعظم مما سمع فعزله وعذّبه حتى أدّى الأموال وعزم على قتله ثم كف عنه. وولّى ابن هبيرة على خراسان مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي، ولما جاء إلى خراسان حبسه وقيّده وعذّبه كما قلنا. فلما هرب ابن هبيرة بعد ذلك عن العراق أرسل خالد القسري في طلبه الحريشيّ فأدركه على الفرات وقال لابن هبيرة ما ظنك بي قال: إنك لا تدفع رجلا من قومك إلى رجل من قسر قال: هو ذاك ثم انصرف وتركه.
[وفاة يزيد وبيعة هشام]
ثم توفي يزيد بن عبد الملك في شعبان سنة خمس ومائة لأربع سنين من خلافته وولّى بعده أخوه هشام بعهده إليه بذلك كما مرّ، وكان بحمص فجاءه الخبر بذلك فعزل عمر ابن هبيرة عن العراق وولّى مكانه خالد بن عبد الله القسري فسار إلى العراق من يومه.