للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهرب صفوان بن أمية إلى اليمن واتبعه عمير بن وهب من قومه بأمان النبيّ صلى الله عليه وسلم له فرجع وأنظره أربعة أشهر، وهرب ابن الزبير الشاعر إلى نجران ورجع فأسلم، وهرب هبيرة بن أبي وهب المخزوميّ زوج امّ هانئ إلى اليمن فمات هنالك كافرا. ثم بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم السرايا حول مكة ولم يأمرهم بقتال، وفي جملتهم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فقتل منهم وأخذ ذلك عليه، وبعث إليهم عليّا بمال فودى لهم قتلاهم وردّ عليهم ما أخذ لهم. ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا إلى العزّى بيت بنخلة كانت مضر من قريش تعظمه وكنانة وغيرهم، وسدنته بنو شيبان من بني سليم حلفاء بني هاشم فهدمه. ثم ان الأنصار توقفوا إلى أن يقيم صلى الله عليه وسلم داره بعد أن فتحها فأغمهم ذلك وخرجوا له، فخطبهم صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أنّ المحيا محياهم والممات مماتهم فسكتوا لذلك واطمأنوا.

[غزوة حنين]

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكّة خمس عشرة ليلة وهو يقصر الصلاة فبلغه أنّ هوازن وثقيف جمعوا له وهم عامدون إلى مكة وقد نزلوا حنينا، وكانوا حين سمعوا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يظنون أنه إنما يريدهم، فاجتمعت هوازن إلى مالك بن عوف من بني النضير [١] ، وقد أوعب معه بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وبني جشم بن معاوية، وبني سعد بن بكر وناسا من بني هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية والأحلاف، وبني مالك بن ثقيف بن بكر، ولم يحضرها من هوازن كعب ولا كلاب. وفي جشم دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة ابن خزاعة بن أزية بن جشم رئيسهم وسيدهم شيخ كبير ليس فيه إلا ليؤتم برأيه ومعرفته. وفي ثقيف سيدان ليس لهم في الأحلاف إلّا قارب بن الأسود بن مسعود ابن معتب [٢] ، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحرث بن مالك وأخوه أحمر.

وجميع أمر النّاس إلى مالك بن عوف.

فلمّا أتاهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتح مكة أقبلوا عامدين اليه، وأسار


[١] وفي النسخة الباريسية: من بني نصر.
[٢] وفي النسخة الباريسية: بن مغيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>