للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا مجمعين على نصره، وأقبل العلاء بالناس فرجعوا إلى من أحب المقام، وقفل ثمامة بن أثال فيهم. ومرّوا بقيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل فرأوا خميصة الخطم عليه فقالوا هو قتله! فقال: لم أقتله ولكن الأمير نفلنيها فلم يقبلوا وقتلوه. وكتب العلاء إلى أبي بكر بهزيمة أهل الخندق وقتل الخطم قتله زيد وسميفع [١] فكتب إليه أبو بكر إن بلغك عن بني ثعلبة ما خاض فيه المرجفون فابعث إليهم جندا وأوصهم وشرّد بهم من خلفهم.

[ردة أهل عمان ومهرة واليمن [٢]]

نبغ بعمان بعد الوفاة رجل من الأزد يقال له لقيط بن مالك الأزدي يسامى في الجاهلية الجلندي فدفع عنها الملكين اللذين كانا بها، وهما جيفر وعبد [٣] ابنا الجلندي، فارتدّ وادعى النبوة وتغلب على عمان ودفع عنها الملكين، وبعث جيفر إلى أبي بكر بالخبر، فبعث أبو بكر حذيفة بن محصن من حمير وعرفجة البارقي، حذيفة إلى عمان وعرفجة إلى مهرة، وإن اجتمعا فالأمير صاحب العمل، وأمرهما أن يكاتبا كما مرّ، فأمره بالمسير إلى حذيفة وعرفجة ليقاتل معهما عمان ومهرة ويتوجه إذا فرغ من ذلك إلى اليمن، فمضى عكرمة فلحق بهما قبل أن يصلا إلى عمان، وقد عهد إليهم أبو بكر أن ينتهوا إلى رأي عكرمة، فراسلوا جيفرا وعبدا وبلغ لقيطا مجيء الجيوش فعسكر بمدينة دبا وعسكر جيفر وعبد بصحار، واستقدموا عكرمة وحذيفة وعرفجة وكاتبوا رؤساء الدين فقدموا بجيوشهم [٤] ، ثم صمدوا إلى لقيط وأصحابه فقاتلوهم، وقد أقام لقيط عياله وراء صفوفه، وهمّ المسلمون بالهزيمة حتى جاءهم مددهم من بني ناجية وعليهم الحريث [٥] بن راشد ومن عبد القيس وعليهم سنجار بن صرصار [٦] فانهزم العدوّ وظفر [٧] المسلمون، وقتلوا منهم نحوا من عشرة آلاف وسبوا الذراري والنساء


[١] وفي نسخة أخرى: مسمع.
[٢] وفي النسخة الباريسية: النمر. وفي الكامل ج ٢ ص ٣٧٤ ردّة اليمن.
[٣] وفي نسخة ثانية: عبّاد.
[٤] وفي النسخة الباريسية: فارفضوا إليهم.
[٥] وفي نسخة ثانية: الخرّيت.
[٦] وفي نسخة ثانية: سبحان بن صوحان.
[٧] وفي النسخة الباريسية: واثخن.

<<  <  ج: ص:  >  >>