للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(ولاية أسفار على جرجان والري)]

كان أسفار بن شيرويه من أعيان الديلم وكان من أصحاب ما كان بن كالي. وقد تقدّم لنا أنّ أبا الحسن بن الأطروش ولّى ما كان على أستراباذ وأنّ الديلم اجتمعوا إليه وأمّروه، وأنّه ملك جرجان واستولى بعدها على طبرستان، وولّى أخاه أبا الحسن بن كالي على جرجان. وكان أسفار بن شيرويه من قوّاده، فانصرف مغاضبا عنه سنة خمس عشرة وثلاثمائة إلى بكر بن محمد بن أليسع بنيسابور فبعثه بكر إلى جرجان ليفتحها، واضطرب أمر جرجان لأن ما كان ابن كالي اعتقل بها أبا علي الأطروش بنظر أخيه ابن كالي، فوثب الأطروش على أخيه أبي الحسن وقتله وملك جرجان [١] . واستقدم أسفار بن شيرويه فقدم وضبط أمره، وسار إليهم ما كان من طبرستان في جيوشه فهزموه، واتبعوه إلى طبرستان فملكوها، وأقاموا بها. وهلك أبو علي ابن الأطروش بطبرستان، فعاد ما كان بن كالي وأخرج أسفار بن شيرويه من طبرستان.

ثم زحف أسفار إلى الداعي وما كان والتقوا على السيّاريّة فانهزم الداعي وما كان وقتل الداعي. واستولى أسفار على طبرستان وجرجان والريّ وقزوين وزنجان وأبهر وقمّ والكرخ. ودعا للسعيد نصر بن أحمد صاحب خراسان واستعمل على آمد هارون ابن بهرام يريد استخلاصه لنفسه، لأن هارون كان يخطب لأبي جعفر من ولد الأطروش فولّاه آمد وزوّجه ببعض نساء الأعيان بها. وحضر عرسه أبو جعفر وغيره من العلويّين، فهجم عليه أسفار يوم العرس فقبض على أبي جعفر والعلويّين وحملهم إلى بخارى فاعتقلوا بها، واستفحل أمر أسفار وانتقض على السعيد صاحب خراسان وعلى الخليفة المقتدر. وسار السعيد من بخارى إلى نيسابور لمحاربته وأشار عليه وزيره محمد بن مطرّف الجرجاني بطاعة السعيد، وخوّفه منه، فقبل إشارته ورجع إلى طاعة السعيد، وقبل شروطه من حمل المال وغيره. ثم انتقض عليه


[١] العبارة غير واضحة وغير صحيحة وفي الكامل ج ٨ ص ١٧٥- ١٧٦: «وكان ما كان بن كالي ذلك الوقت بطبرستان، وأخوه ابو الحسن بن كالي بجرجان، وقد اعتقل ابا عليّ بن أبي الحسين الأطروش العلويّ عنده، فشرب ابو الحسن بن كالي ليلة ومعه أصحابه فغرّقهم، وبقي في بيت هو والعلويّ، فقام الى العلويّ ليقتله، فظفر به العلويّ وقتله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>