للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزل عبيد الله بن الحسن العنبري عن قضاء البصرة واستقضى مكانه خالد بن طليق ابن عمران بن حصين فاستعفى أهل البصرة منه. وولّى المهدي على قضائه أبا يوسف حين سار إلى جرجان. واضطربت في هذه السنة خراسان على المسيّب بن زهير فولّاها أبا العباس الفضل بن سليمان الطوسيّ، وأضاف إليه سجستان، فولّى هو على سجستان سعيد بن دعلج. وولّى على المدينة إبراهيم ابن عمه وعزل منصور بن يزيد عن اليمن وولّى مكانه عبد الله بن سليمان الربعيّ. وكان على مصر إبراهيم بن صالح وتوفي في هذه السنة عيسى بن موسى بالكوفة وهي سنة سبع وستين. وعزل المهدي يحيى الحريشيّ عن طبرستان والرويان وما كان إليه وولّاه عمر بن العلاء وولّى على جرجان فراشة مولاه. وحج بالناس إبراهيم ابن عمه يحيى وهو على المدينة ومات بعد قضاء الحج، فولّى مكانه إسحاق بن موسى بن علي وعلى اليمن سليمان بن يزيد الحارثيّ وعلى اليمامة عبد الله بن مصعب الزبيري وعلى البصرة محمد بن سليمان وعلى قضائها عمر بن عثمان التميمي وعلى الموصل أحمد بن إسماعيل الهاشمي. وقتل موسى بن كعب ووقع الفساد في بادية البصرة من الأعراب بين اليمامة والبحرين وقطعوا الطرق وانتهكوا المحارم وتركوا الصلاة.

[الصوائف]

وفي سنة تسع وخمسين أغزى المهدي عمه العبّاس بالصائفة وعلى مقدمته الحسن الوصيف فبلغوا أهرة [١] وفتحوا مدينة أوهرة ورجعوا سالمين ولم يصب من المسلمين أحد. وفي سنة إحدى وستين غزا بالصائفة يمامة بن الوليد [٢] فنزل دابق وجاشت الروم مع ميخاييل في ثمانين ألفا ونزل عمق مرعش فقتل وسبى وغنم، وحاصر مرعش وقتل من المسلمين عددا، وانصرف إلى جيحان فكان عيسى بن عليّ مرابطا بحصن مرعش فعظم ذلك على المهديّ وتجهّز لغزو الروم. وخرجت الروم سنة اثنتين وستين إلى الحرث [٣] فهدموا أسوارها وغزا بالصائفة الحسن بن قحطبة في ثمانين ألفا من المرتزقة فبلغ جهة أدرركبه [٤] وأكثر التحريق والتخريق ولم يفتح حصنا ولا لقي


[١] وفي الكامل لابن الأثير ج ٦ ص ٤١: أنقرة.
[٢] ثمامة بن الوليد: ابن الأثير، ج ٦ ص ٥٥
[٣] الحدث: ابن الأثير ج ٦ ص ٥٨.
[٤] حمّة ازرولية: المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>