للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذوا كتابه بموافاة الناس، وأمرهم الحجّاج بمناهضة الخوارج فقاتلوهم شيئا ثم انزاحوا إلى كازرون وسار المهلّب وابن مخنف فنزلوا بهم وخندق المهلّب ولم يخندق ابن مخنف وبيّتهم الخوارج فوجدوا المهلّب حذرا فمالوا إلى ابن مخنف فانهزم عنه أصحابه وقاتل حتى قتل وفي حديث أهل الكوفة أنّهم لما ناهضوا الخوارج مالوا إلى المهلّب واضطروه إلى معسكره وأمدّه عبد الرحمن بعامة عسكره وبقي في خفّ من الجند. فمال إليه الخوارج فنزل ونزل معه القرّاء واحد وسبعون من أصحابه فقتلوا. وجاء المهلّب من الغد فدفنه وصلى عليه وكتب بالخبر إلى الحجّاج فبعث على معسكره عتاب بن ورقاء وأمره بطاعة المهلّب، فأجاب لذلك وفي نفسه منه شيء. وعاتبه المهلب يوما ورفع إليه القضيب فردّه ابنه المغيرة عن ذلك وكتب عتاب يشكو المهلّب إلى الحجّاج ويسأله العود وصادف ذلك أمر شبيب فاستقدمه وبقي المهلّب.

[حروب الصفرية وشبيب مع الحجاج]

ثم خرج صالح بن مسرّح التميمي من بني امرئ القيس بن زيد مناة وكان يرى رأي الصغريّة وكان عابدا ومسكنه أرض الموصل والجزيرة وله أصحاب يقرئهم القرآن والفقه وكان يأتي الكوفة ويلقى أصحابه ويعدّ ما يحتاج إليه فطلبه الحجّاج فترك الكوفة وجاء إلى أصحابه بالموصل ودار فدعاهم إلى الخروج وحثّه عليه. وجاءه كتاب شبيب بن يزيد بن نعيم الشيبانيّ من رءوسهم يحثّه على مثل ذلك. فكتب إليه إني في انتظارك فاقدم. فقدم شبيب في نفر من أصحابه منهم أخوه المضّاد والمحلّل ابن وائل اليشكريّ ولقيه بدارا، وأجمع صالح الخروج. وبث إلى أصحابه وخرجوا في صفر سنة ست وسبعين. وأمر بالدعاء قبل القتال وخيّر في الدماء والأموال وعرضت لهم دواب لمحمد بن مروان بالجزيرة فأخذوها وحملوا عليها أصحابهم. وبلغ محمد بن مروان وهو أمير الجزيرة خروجهم فسرّح إليهم عدي بن عدي الكندي في ألف فسار من حرّان وكان ناسكا فكره حروبهم وبعث إليهم بالخروج فحبسوا الرسول. فساروا إليه فطلعوا عليه وهو يصلي الضحى وشبيب في الميمنة وسويد بن سليم في الميسرة وركب عديّ على غير تعبية فانهزم واحتوى الخوارج على معسكره ومضوا إلى آمد وسرّح محمد بن مروان خالد بن حرّ السلمي في ألف وخمسمائة، والحرث بن جعونة العامريّ في مثلها، وقال: أيكما سبق فهو أمير على صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>