للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنّما مذهبي وديني ... ما كان للنّاس أولياء

إذ لا فصول ولا أصول ... ولا جدال ولا رياء

ما تبع الصّدر واقتفينا ... يا حبّذا كان الاقتفاء

كانوا كما يعلمون منهم ... ولم يكن ذلك الهذاء

يا أشعريّ الزّمان إنّي ... أشعرني الصّيف والشّتاء

لم أجز بالشّرّ غير شرّ ... والخير عن مثله جزاء

وإنّني إن أكن مطيعا ... فلست أعصى ولي رجاء

وإنّني تحت حكم بار ... أطاعه العرش والثّراء

ليس انتصار بكم ولكن ... أتاحه الحكم والقضاء

لو حدّث الأشعريّ عمّن ... له إلى رأيه انتماء

لقال أخبرهم بأنّي ... ممّا يقولونه براء

[الفصل الثالث والثلاثون في انكار ثمرة الكيميا واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها]

اعلم أنّ كثيرا من العاجزين عن معاشهم تحملهم المطامع على انتحال هذه الصّنائع ويرون أنّها أحد مذاهب المعاش ووجوهه وأنّ اقتناء المال منها أيسر وأسهل على مبتغيه فيرتكبون فيها من المتاعب والمشاقّ ومعاناة الصّعاب وعسف الحكّام وخسارة الأموال في النّفقات زيادة على النّيل من غرضه والعطب آخرا إذا ظهر على خيبة وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا. وإنّما أطمعهم في ذلك رؤية أنّ المعادن تستحيل وينقلب بعضها إلى بعض للمادّة المشتركة فيحاولون بالعلاج صيرورة الفضّة ذهبا والنّحاس والقصدير فضّة ويحسبون أنّها من ممكنات عالم

<<  <  ج: ص:  >  >>