للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقصبة. واستقل على معلة [١] ابن ياسين وابن صياد الرجّالة وغيرهم. وقدم على الأشغال مدافعا في الموالي المعلوجين. ووكّل أبا زيد بن أبي الأعلام من الموحّدين بمصادرة ابن أبي الحسين على المال وامتحانه.

ولم يزل يستخرج منه حتى ادّعى الاملاق واستحلف فخلف. ثم ضرب فادعى مؤتمنا من ماله عند قوم استكشفوا عنه فأدّوه. ثم دلّ بعض مواليه على ذخيرة بداره دفينة فاستخرج منه زهاء ستمائة ألف من الدنانير، فلم يقبل بعدها مقاله، وبسط عليه العذاب إلى أن هلك في ذي الحجة من سنته، ودفن شلوه بحيث لم يعرف مدفنه.

واستبدّ أبو الحسن الحببّر على الدولة والسلطان، وبعث أخاه أبا العلاء واليا على بجاية، وأسف المشيخة والبطانة بعتوّه واستبداده وما يتجشمونه من مكابرة بابه إلى أن عاد وبال ذلك على الدولة كما نذكره إن شاء الله تعالى.

[(الخبر عن إجازة السلطان أبي إسحاق من الأندلس ودخول أهل بجاية في طاعته)]

كان السلطان المستنصر قد عقد على بجاية سنة ستين وستمائة لأبي هلال عياد بن سعيد الهنتاتي، وأدال به من أخيه الأمير أبي حفص، فأقام واليا عليها إلى أن هلك ببني ورا سنة ثلاث وسبعين وستمائة كما قدّمنا وعقد عليها من بعده لابنه محمد، وكان له غناء في ولايته واضطلع بأمره إلى أن هلك المستنصر وولي ابنه الواثق، فبادر إلى انقياد [٢] طاعته، وبعث وفد بجاية ببيعتهم. ثم قلّد أبو الحسن القائم بالدولة أخاه إدريس ولاية الأشغال ببجاية، فقام بها وأفنى الأموال وتحكّم في المشيخة. وأنف محمد بن أبي هلال من استبداده عليه فهمّ إدريس بنكبته، فخشي محمد بن أبي هلال بادرته وداخل بعض بطانته في قتله. وفاوض الملأ فيه فعدوا عليه لأوّل ذي القعدة سنة سبع وسبعين وستمائة بمقعده من باب السلطان فقتلوه ورموا برأسه إلى الغوغاء والزعانف فبعثوا به.


[١] وفي نسخة ثانية: وتقبّض على نقله. ومقتضى السياق واستقلّ بنقله ابن ياسين وابن صيّاد.
[٢] وفي نسخة أخرى: إيتاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>