للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غزوة ذات الرقاع:]

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بني النضير إلى جمادى من السنة الرابعة، ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذرّ الغفاريّ، وقيل عثمان بن عفان، ونهض حتى نزل نجدا فلقي بها جمعا من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، إلا أنهم خاف بعضهم بعضا حتى صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين صلاة الخوف، وسميت ذات الرقاع لأنّ أقدامهم نقبت وكانوا يلقون عليها الخرق. وقال الواقدي: لأنّ الجبل الّذي نزلوا به كان به سواد وبياض وحمرة رقاع فسميت بذلك وزعم أنها كانت في المحرم.

[غزوة بدر الصغرى الموعد:]

كان أبو سفيان نادى يوم أحد كما قدّمناه بموعد بدر من قابل وأجابوه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا كان في شعبان من هذه السنة الرابعة خرج لميعاده واستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، ونزل في بدر وأقام هناك ثمان ليال وخرج أبو سفيان في أهل مكّة حتى نزل الظهران أو عسفان، ثم بدا له في الرجوع واعتذر بأنّ العام عام جدب.

[غزوة دومة الجندل:]

خرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربيع الأوّل من السنة الخامسة وخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاريّ. وسببها أنه عليه السلام بلغه انّ جمعا تجمعوا بها فغزاهم، ثم انصرفوا من طريقه قبل أن يبلغ دومة الجندل ولم يلق حربا. وفيها وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة [١] بن حصن أن يرعى بأراضي المدينة لأنّ بلاده كانت أجدبت، وكانت هذه قد أخصبت بسحابة وقعت فأذن له في رعيها.

[غزوة الخندق]

كانت في شوّال من السنة الخامسة، والصحيح أنها في الرابعة، ويقويه أنّ ابن عمر يقول ردّني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة ثم أجازني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فليس بينهما إلّا سنة واحدة وهو الصحيح، فهي قبل دومة الجندل بلا شك. وكان سببها أنّ نفرا من اليهود منهم: سلام بن أبي الحقيق وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وسلام بن مشكم وحيي بن أخطب من بني


[١] وفي النسخة الباريسية: عتبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>