للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرو محمد بن سهل بن هاشم، وخرج أبو طلحة إلى مكمد [١] واستعان بإسماعيل بن أحمد السامانيّ، فأمدّه بعسكر وأخرج محمد بن سهل، وخطب بها لعمرو بن الليث سنة إحدى وسبعين. ثم قلّد الموفّق تلك السنة أعمال خراسان لمحمد ابن طاهر، وهو ببغداد، فاستخلف عليها رافع بن الليث وأقرّ على ما وراء النهر نصر بن أحمد. ووردت كتب الموفّق بعزل عمرو بن الليث ولعنه، فسار رافع إلى هراة وقد كان بها محمد بن المهدي خليفة أبي طلحة، فثار عليه يوسف بن معبد. فلما جاء رافع استأمن إليه فأمّنه واستعمل على هراة مهدي بن محسن. ثم سار رافع إلى أبي طلحة بمرو بعد أن استمدّ إسماعيل بن أحمد وأمدّه بنفسه في أربعة آلاف فارس، واستقدم عليّ بن محسن المروروذيّ فقدم عليه في عسكره، وساروا جميعا إلى أبي طلحة بمرو سنة اثنتين وسبعين، فهزموه وعاد إسماعيل إلى بخارى ولحق بأبي طلحة وبها مهدي، فاجتمع معه على مخالفة رافع فهزمهما رافع، ولحق أبو طلحة بعمرو بن الليث وقبض على مهدي سنة اثنتين وسبعين ثم خلّى سبيله وسار رافع إلى خوارزم فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور.

مغاضبة المعتمد للموفّق ومسيرة ابن طولون وما نشأ من الفتنة لأجل ذلك

كان الموفّق حدثت بينه وبين ابن طولون وحشة وأراد عزله، وبعث موسى بن بغا في العساكر إليه سنة اثنتين وستين فأقام بالرقّة عشرة أشهر، واختلف عليه العسكر فرجع، وكان الموفق مستبدّا على أخيه المعتمد منذ قيامه بأمر دولته مع ما كان من الكفاية والغناء، إلّا أنه كان المعتمد يتأفّف من الحجر، وكتب إلى أحمد بن طولون في السرّ يشكو ذلك وأشار عليه باللحاق إليه بمصر لينصره، وبعث عسكرا إلى الرقّة في انتظاره، وكان الموفّق مشغولا بحرب الزنج، فسار المعتمد منتصف سنة تسع وستين في القوّاد مظهرا أنه يتصيّد، ثم سار إلى أعمال الموصل وعليها يومئذ وعلى سائر الجزيرة أصحاب كنداج [٢] وكتب صاعد بن مخلّد وزير الموفّق عن الموفّق إلى


[١] بيكند: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٦٨.
[٢] إسحاق بن كنداجيق: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>