للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترمذ ليمنعها من زياد فلما وصل إليها خرج عليه ناس من الطّالقان فقتلوه فبعث مكانه عيسى بن ماهان فسمع قتلة نصر فقتلهم. وسار أبو مسلم فانتهى إلى آمد ومعه سباع ابن النعمان الأزديّ وكان السفّاح قد دسّ معه إلى زياد بن صالح الأزدي أن ينتهز فرصة في أبي مسلم فيقتله. ونمي الخبر إلى أبي مسلم فحبس سباعا بآمد، وسار عنها وأمر عامله بقتله. ولقيه قوّاد زياد في طريقه وقد خلعوا زيادا فدخل أبو مسلم بخارى ونجا زياد إلى دهقان هناك فقتله وحمل رأسه إلى أبي مسلم. وكتب أبو مسلم إلى أبي داود فقتله، وكان قد شغل بأهل الطّالقان فرجع إلى كشّ وبعث عيسى بن ماهان إلى بسّام فلم يظفر منها بشيء، وبعث إلى بعض أصحاب أبي مسلم يعيب أبا داود عيسى، فضربه وحبسه، ثم أخرجه فوثب عليه الجند فقتلوه ورجع أبو مسلم إلى مرو.

[حج أبي جعفر وأبي مسلم]

وفي سنة ست وثلاثين استأذن أبو مسلم السفّاح في القدوم عليه للحج، وكان منذ ولي خراسان لم يفارقها فأذن له في القدوم مع خمسمائة من الجند، فكتب إليه أبو مسلم إني قد عاديت الناس ولست أمن على نفسي فاذن له في ألف، وقال: إنّ طريق مكة لا تحتمل العسكر فسار في ثمانية آلاف فرّقهم ما بين نيسابور والريّ، وخلّف أمواله وخزائنه بالريّ وقدم في ألف وخرج القواد بأمر السفّاح لتلقيه، فدخل على السفّاح وأكرمه وأعظمه واستأذن في الحج فأذن له، قال: لولا أنّ أبا جعفر يريد الحج لاستعملتك على الموسم، فأنزله بقرية وكان قد كتب إلى أبي جعفر أنّ أبا مسلم استأذنني في الحج وأذنت له وهو يريد ولاية الموسم، فاسألني أنت في الحج، فلا تطمع أن يتقدّمك، وأذن له فقدم الأنبار وكان ما بين أبي جعفر وأبي مسلم متباعدا من حيث بعث السفّاح أبا جعفر إلى خراسان ليأخذ البيعة له ولابي جعفر من بعده ويولي أبا مسلم على خراسان فاستخلى [١] أبو مسلم بأبي جعفر. فلما قدم ألان أبو جعفر السفّاح بقتله وأذن له فيه ثم ندم وكفه عن ذلك، وسار أبو جعفر إلى الحج ومعه أبو مسلم واستعمل على حرّان مقاتل بن حكيم العكيّ.


[١] فاستخفّ ابو مسلم بابي جعفر: ابن الأثير ج ٥ ص ٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>