للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولاية عبد الرحمن بن زياد خراسان]

وفي سنة تسع وخمسين قدم عبد الرحمن بن زياد وافدا على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين أما لنا حق؟ قال: بلى! فماذا قال توليني؟ قال: بالكوفة النعمان بن بشير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالبصرة وخراسان عبيد الله أخوك، وبسجستان عبّاد أخوك ولا أرى ما يشبهك إلا أن أشركك في عمل عبيد الله فإن عمله واسع يحتمل الشركة فولّاه خراسان فسار إليها، وقدّم بين يديه قيس بن الهيثم السلميّ، فأخذ أسلم بن زرعة وحبسه. ثم قدم عبد الرحمن فأغرمه ثلاثمائة ألف درهم وأقام بخراسان وكان متضعّفا لم يقرّ قط. وقدم على يزيد بين يدي قتل الحسين، فاستخلف على خراسان قيس بن الهيثم. فقال له يزيد: كم معك من مال خراسان؟ قال عشرون ألف درهم فخيّره بين أخذها بالحساب وردّه إلى عمله أو تسويغه إياها وعزله، على أن يعطي عبد الله بن جعفر خمسمائة ألف درهم، فاختار تسويغها والعزل. وبعث إلى ابن جعفر بألف ألف وقال نصفها من يزيد ونصفها مني. ثم إنّ أهل البصرة وفدوا مع عبيد الله بن زياد على معاوية فأذن له على منازلهم ودخل الأحنف آخرهم وكان هيأ المنزلة من عبيد الله فرحب به معاوية وأجلسه معه على سريره. ثم تكلم القوم وأثنوا على عبيد الله وسكت الأحنف، فقال معاوية: تكلم يا أبا بحر فقال أخشى خلاف القوم، فقال: انهضوا فقد عزلت عنكم عبيد الله واطلبوا واليا ترضونه، فطفق القوم يختلفون إلى رجال بني أمية وأشراف الشام، وقعد الأحنف في منزله، ثم أحضرهم معاوية وقال: من اخترتم فسمّى كل فريق رجلا والأحنف ساكت. فقال معاوية: تكلم يا أبا بحر فقال: إن ولّيت علينا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدا، وإن ولّيت من غيرهم ينظر في ذلك قال: فإنّي قد أعدته عليكم، ثم أوصاه بالأحنف وقبّح رأيه في مباعدته ولما هاجت الفتنة لم يعزله غير الأحنف ثم أخذ على وفد البصرة البيعة لابنه يزيد معهم.

[بقية الصوائف]

دخل بسر بن أرطاة سنة اثنتين وخمسين أرض الروم وشتّى بها وقيل رجع ونزل هنالك سفيان بن عوف الأزديّ فشتّى بها وتوفي هنالك انتهى. وغزا بالصائفة محمد بن عبد الله الثقفيّ، ثم دخل عبد الرحمن ابن أمّ الحكم سنة ثلاث وخمسين إلى أرض الروم وشتّى بها وافتتحت في هذه السنة رودس، فتحها جنادة بن أبي أميّة الأزديّ ونزلها المسلمون على حذر من الروم، ثم كانوا يعترضونه في البحر

<<  <  ج: ص:  >  >>