وسرّب الرجال إليهم لخدمتهم حتى كملوا مائة. ثم استدعاه فقبض عليه، وثار أولئك بالقلعة فملكوها، وكان في طريقه إلى الريّ استأمن إليه صاحب جبلي نهاوند وقم ابن أمير كان فملكها، ومرّ بسمنان فامتنع منه صاحبها محمد بن جعفر، وبعث إليه من الريّ بعض أصحابه فاستأمن إليه وخدعه حتى قتله وتدلى من ظهر القلعة. ثم استفحل أمر أسفار وانتقض على السعيد بن سامان، وأراد أن يتتوّج ويجلس على سرير الذهب، واعتزم على حرب ابن سامان والخليفة، فبعث المقتدر العساكر إلى قزوين مع هارون بن غريب الحال فقاتله أسفار وهزمه. ثم سار ابن سامان إلى نيسابور لحربه، فأشار على أسفار وزيره مطرّف بن محمد الجرجاني بمسالمته وطاعته، وبذل الأموال له فقبل إشارته. وبعث بذلك إلى ابن سامان وتلطّف أصحابه في رجوعه إلى ذلك فرجع وشرط عليه الخطبة والطاعة فقبل، وانتظم الحال بينهما ورجع إلى السطوة بأهل الريّ. ولما كانوا عابوا عليه عسكر القتال ففرض عليهم الأموال وعسف بهم، وخصّ أهل قزوين بالنهب لمّا تولّوا من ذلك، وسلّط عليهم الديلم فضاقت بهم الأرض.
[(مقتل اسفار وملك مرداويج)]
كان مرداويج بن زيار من قوّاد أسفار وكان قد سئم عسفه وطغيانه كما سئمه الناس، وبعثه أسفار إلى صاحب سميران الطر الّذي ملك أذربيجان بعد ذلك يدعوه إلى طاعته، ففاوضه في أمر أسفار وسوء سيرته في الناس، واتفقا على الوثوب عليه به فأجابوه وفيهم مطرّف بن محمد وزيره فسار هو وسلّار إليه، وبلغه الخبر فثار به الجند فهرب إلى الريّ، وكتب إلى ماكان بن كالي بطبرستان يستألفه على أسفار فسار إليه ما كان فهرب أسفار من بيهق إلى بست، ثم دخل مفازة الريّ قاصدا قلعة ألموت التي حصّن بها أهله وذخيرته. وتخلّف عنه بعض أصحابه في المفازة، وجاء إلى مرداويج يخبره، فسار إليه وتقدّم بين يديه بعض القوّاد فلقي أسفار وساءله عن قوّاده، فأخبره أنّ مرداويج قتلهم فسرّ بذلك. ثم حمله القائد إلى مرداويج فأراد أن يحبسه بالريّ فحذّره بعض أصحابه غائلته، فأمر بقتله ورجع إلى الريّ. ولما قتل