للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الاعتقال في كلّ ما يحتاج إليه من تشييع ونزول، وإعانة وقبول، واعتناء موصول إلى أن يكمل الغرض، ويؤدّي من امتثال هذا الأمر الواجب المفترض بحول الله وقوّته.

وكتب في التاسع عشر من جمادى الأولى عام ست وستين وسبعمائة.

وبعد التاريخ العلامة بخطّ السلطان، ونصّها «صح هذا» .

(الرحلة من الأندلس الى بجاية وولاية الحجابة بها على الاستبداد)

كانت بجاية ثغرا لإفريقية في دولة بني أبي حفص من الموحدين. ولما صار أمرهم للسلطان أبي يحيى منهم، واستقلّ بملك إفريقية، ولّى في ثغر بجاية ابنه الأمير أبو زكريا، وفي ثغر قسنطينة ابنه الأمير أبا عبد الله. وكان بنو عبد الواد ملوك تلمسان والمغرب الأوسط ينازعونه في أعماله، ويحجرون الكتائب على بجاية [١] ، ويجلبون على قسنطينة إلى أن تمسّك السلطان أبو بكر بذمّة من السلطان أبي الحسن ملك المغرب الأوسط والأقصى من بني مرين، وله الشّفوف على سائر ملوكهم. وزحف السلطان أبو الحسن إلى تلمسان فأخذ بمخنقها سنتين أو أزيد، وملكها عنوة وقتل سلطانها أبا تاشفين وذلك سنة سبع وثلاثين وسبعمائة. وخفّ ما كان على الموحّدين من أمر بني عبد الواد، واستقامت دولتهم. ثم هلك أبو عبد الله ابن السلطان أبي يحيى بقسنطينة سنة أربعين وسبعمائة، وخلّف سبعة من الأولاد، كبيرهم أبو زيد عبد الرحمن، ثم أبو العبّاس أحمد، فولّى الأمير أبو زيد مكان أبيه في كفالة نبيل مولاهم. ثم توفّي الأمير أبو زكريا ببجاية سنة ست وأربعين وسبعمائة، وخلّف ثلاثة من الأولاد، كبيرهم أبو عبد الله محمد، وبعث السلطان أبو بكر ابنه الأمير أبا حفص عليها، فمال أهل بجاية إلى الأمير أبي عبد الله بن زكريا، وانحرفوا عن الأمير عمر وأخرجوه. وبادر السلطان فرقع هذا الخرق بولاية أبي عبد الله عليهم كما طلبوه. ثم توفي السلطان أبو بكر منتصف سبع وأربعين وسبعمائة وزحف أبو الحسن إلى إفريقية


[١] وفي نسخة ثانية: ويجمّرون العساكر على بجاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>