للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام بغدرا [١] فقاتلهم قتالا شديدا وبعث يزيد عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك في ثلاثة آلاف إلى ثنيّة العقاب وهشام بن مضاد في ألف وخمسمائة إلى عقبة السلاميّة. وبينما سالم يقاتلهم إذ أقبلت عساكر من ثنيّة العيقاب فانهزم أهل حمص، ونادى يزيد بن خالد بن عبد الله القسريّ: الله الله على قومك يا سليمان. فكفّ الناس عنهم وبايعوا ليزيد. وأخذ أبا محمد السفياني ويزيد بن خالد ابن يزيد وبعثهما إلى يزيد فحبسهما أهـ. واستعمل على حمص معاوية بن يزيد بن الحصين وكان لما قتل الوليد وثب أهل فلسطين على عاملهم سعيد بن عبد الملك فطردوه وتولّى منهم سعيد وضبعان ابنا روح. وكان ولد سليمان ينزلون فلسطين فأحضروا يزيد بن سليمان وولّوه عليهم. وبلغ ذلك أهل الأردن فولّوا عليهم محمد بن عبد الملك. وبعث يزيد سليمان بن هشام في أهل دمشق وأهل حمص الذين كانوا مع السفياني على ثمانين ألفا، وبعث إلى ابني روح بالإحسان والولاية، فرجعا بأهل فلسطين. وقدّم سليمان عسكرا من خمسة آلاف إلى طبرية فنهبوا القرى والضياع وخشي أهل طبرية على من وراءهم، فانتهبوا يزيد بن سليمان ومحمد بن عبد الملك، ونزلوا بمنازلهم، فافترقت جموع الأردن وفلسطين وسار سليمان بن هشام ولحقه أهل الأردن فبايعوا ليزيد وسار إلى طبرية والرملة وأخذ على أهلهما البيعة ليزيد وولّى على فلسطين ضبعان بن روح وعلى الأردن إبراهيم بن الوليد.

[ولاية منصور بن جمهور على العراق ثم ولاية عبد الله بن عمر]

لما ولي يزيد استعمل منصور بن جمهور على العراق وخراسان ولم يكن من أهل الدين، وإنما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانيّة، وحنقا على يوسف بقتله خالد القسري. ولما بلغ يوسف قتل الوليد ارتاب في أمره، وحبس اليمانيّة لما تجتمع المضريّة عليه. فلم ير عندهم ما يحب فأطلق اليمانية. وأقبل منصور وكتب من عين البقر [٢] إلى قوّاد الشام في الحيرة بأخذ يوسف وعمّاله، فأظهر يوسف الطاعة ولما قرب منصور


[١] وفي الكامل ج ٥ ص ٢٩٣: عذراء.
[٢] وفي الكامل ج ٥ ص ٢٩٤: عين التمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>