للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل الرسول بذلك فامتنع، فقطع طنب خيمته ورحل العسكر فرحل شهاب الدين كرها ورجع إلى غزنة.

[(فتح نهر واكد [١] من الهند)]

لما رجع شهاب الدين من خراسان غاضبا من فعل أخيه، لم يعرّج على غزنة، ودخل بلاد الهند غازيا سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وبعث في مقدّمته مملوكه قطب الدين أيبك، ولقيه عساكر الهند دون نهر واكد [١] فهزمهم أيبك، واستباحهم وتقدّم إلى نهر واكد فملكها عنوة، وفارقها ملكها وجمع، ورأى شهاب الدين أنه لا يقوم بحمايتها إلا مقامه فيها، فصالح ملكها على مال يؤدّيه إليه عنها، ورجع إلى غزنة.

[(اعادة علاء الدين محمد صاحب خوارزم ما أخذه الغورية من خراسان)]

لما فصل الغورية عن خراسان وملكوا ما ملكوه منها، وسار شهاب الدين إلى الهند غازيا، بعث علاء الدين محمد صاحب خوارزم إلى غيّاث الدين يعاتبه على ما فعل في خراسان، ويطلب إعادة بلده، ويهدّده باستدعاء عساكر الخطا، فصانعه في الخطا حتى قدم شهاب الدين فطمع بالمصانعة. وبعث إلى نائبهم بخراسان يأمره بالرحيل عن نيسابور، ويتهدّده، فكتب إلى غيّاث الدين بذلك، وبميل أهل نيسابور إلى عدوّهم، فوعده النصر. وسار إليه علاء الدين صاحب خوارزم آخر سنة تسع وتسعين وخمسمائة. فلما انتهى إلى نسا وأبيورد هرب هندوخان ابن أخيه، ولحق بغيّاث الدين في فيروزكوه وملك علاء الدين مدينة مرو وسار إلى نيسابور وحاصرها شهرين، فلما أبطأ عن نائبها المدد من غيّاث الدين استأمن لصاحب خوارزم، وخرج إليه هو وأصحابه فأحسن إليهم، وطلب علاء الدين أن يسعى في الصلح بينه


[١] نهر واله: ابن الأثير ج ١٢ ص ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>