قال معاوية: هل عندك غير هذا؟ قال لا! ثم قال: فأنتم! قالوا: قولنا قوله. قال: فاني قد أحببت ان أتقدم إليكم انه قد أعذر من أنذر، أني كنت أخطب فيكم فيقوم إلي القائم منكم فيكذبني على رءوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح واني قائم بمقالة، فأقسم باللَّه لئن رد علي أحدكم بكلمة في مقامي هذا لا ترجع اليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه، فلا يبقين رجل إلا على نفسه. ثم دعا صاحب حرسه في حضرتهم فقال: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف، فان ذهب رجل منهم يرد على كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفهما. ثم خرج وخرجوا معه حتى رقي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان هؤلاء الرهط من المسلمين وخيارهم لا يبتز أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم وأنهم رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله. فبايع الناس، وكانوا يتربصون بيعة هؤلاء النفر، ثم ركب رواحله وانصرف الى المدينة. فلقي الناس أولئك النفر فقالوا لهم: زعمتم انكم لا تبايعون فلم رضيتم وأعطيتم وبايعتم؟ قالوا: والله ما فعلنا. فقالوا: ما منعكم ان تردوا على الرجل. قالوا: كادنا وخفنا القتل. وبايعه أهل المدينة ثم انصرف الى الشام» ص ٥١١