للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسير الاتابك زنكي الى العراق لمظاهرة السلطان مسعود وانهزامه

ولما توفي السلطان محمود سنة خمس وعشرين واختلف ولده داود وأخوه مسعود وسار داود الى مسعود وحاصره بتبريز في محرّم سنة ست وعشرين ثم صالحه وخرج مسعود من تبريز واجتمعت عليه العساكر وسار الى همذان وبعث يطلب الخطبة من المسترشد فمنعه وكتب الاتابك عماد الدين زنكي يستنجده وسار الى بغداد فحاصرها وكان قد سبق اليها أخوه سلجوق شاه صاحب فارس وخوزستان مع أتابك قراجا الشامي في عسكر كثير وأنزله المسترشد بدار السلطان فلما جاء مسعود ونزل عباسة وبرز عسكر المسترشد وعسكر سلجوق شاه وقراجا الشامي لمحاربة مسعود فأتاهم الخبر بوصول عماد الدين زنكي من ورائهم وأنه وصل الى المعشوب فرجع قراجا الشامي الى محاربته وسار سلجوق شاه بالعساكر الى محاربة أخيه مسعود وأغذ قراجا السير وصبح عماد الدين بعد يوم وليلة على المعشوب وقاتله وهزمه وأسر كثيرا من أصحابه وسار زنكي منهزما الى [١] والنائب بها نجم الدين أيوب بن شادي والد السلطان صلاح فتأخر ثم اصطلح مع الخليفة على أن يكون العراق له والسلطنة لمسعود وولاية العهد لسلجوق شاه وذلك منتصف سنة ست وعشرين.

مسير الاتابك عماد الدين الى بغداد بابنه وانهزامه

قد قدّمنا ما كان بعد وفاة السلطان محمود من الخلاف بين ابنه داود وأخويه مسعود وسلجوق شاه ثم استقرّ مسعود في السلطنة وصلحه مع أخيه سلجوق على أن يكون وليّ عهده ثم أنّ السلطان سنجر سار من خراسان يطلب السلطنة لطغرل ابن أخيه السلطان محمود وكان عنده مقيما فبلغ همذان وخرج السلطان مسعود وسلجوق شاه للقائه وساروا متباطئين ينتظرون لحاق المسترشد بهم وخرج المسترشد الى [٢] فجاءته الاخبار بوصول الاتابك زنكي ودبيس بن صدقة الى بغداد فذكر دبيس أنّ السلطان سنجر


[١] كذا بياض بالأصل وفي الكامل ج ١٠ ص ٦٧٥: وسار زنكي منهزما الى تكريت فعبر فيها دجلة وكان الدوادار بها حينئذ نجم الدين أيوب.
[٢] كذا بياض بالأصل وفي الكامل: فلما علم الخليفة بذلك أسرع العود اليها وعبر الى الجانب الغربي، وسار فنزل بالعباسية ونزل عماد الدين بالمنارية من دجيل والتقيا بحصن البرامكة سابع عشر رجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>