للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بجاية، وقصد يحيى بن غانية قسنطينة فزحف إليه السيد أبو الحسن من بجاية فهزمه ودخل قسنطينة ودخل ابن غانية إلى بسكرة فقطع نخلها وافتتحها عنوة. ثم حاصر قسنطينة فامتنعت عليه فارتحل إلى بجاية وحاصرها، وكثر عيثه بإفريقية إلى أن كان من خبره ما يذكر إن شاء الله تعالى، والله أعلم.

[(اخباره في الجهاد)]

لمّا بلغه تغلّب العدوّ على قاعدة شلّب، وأنه أوقع بعسكر إشبيليّة، وتردّدت سراياهم على نواحيها، واقتحم [١] كثيرا من حصونها، وخاطبه السيد أبو يوسف بن أبي حفص صاحب اشبيلية بذلك. استنفر الناس للجهاد وخرج سنة ست وثمانين وخمسمائة إلى قصر مصمودة فأراح به. ثم أجاز إلى طريف وأغذ السير منها إلى شلّب، ووافته بها حشود الأندلس فتركهم لحصارها. وزحف إلى حصن طرّش فافتتحه ورجع إلى إشبيليّة. ثم رجع إلى منازلة شلّب سنة سبع وثمانين فافتتحه.

وقدم عليه ابن وزير بعد أن كان افتتح في طريقه إليه حصونا أخرى. ثم قفل إلى حضرته بعد استكماله غزانة. وكتب بعهده لابنه الناصر.

وقدم عليه سنة ثمان وثمانين وخمسمائة السيد أبو زيد صاحب إفريقية، ومعه مشيخة العرب من هلال وسليم فتلقّاهم مبرّة وتكريما، وانقلب وفدهم إلى بلادهم. ثم بلغه سنة تسعين وخمسمائة استفحال ابن غانية بإفريقية وكثرة العيث والفساد بها، فاعتزم على النهوض إليها، ووصل إلى مكناسة فبلغه من أمر الأندلس ما أهمّه فصرف وجهه إليها، ووصل قرطبة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة فأراح بها ثلاثا وإمداد الحشود تتلاحق به من كل ناحية. ثم ارتحل للقاء العدوّ ونزل بالأرك من نواحي بطليوس، وزحف إليه العدوّ من النصارى وأمراؤهم يومئذ ثلاثة: ابن أذفونش وابن الرند والبيّوح [٢] . وكان اللقاء يوم كذا سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وأبو محمد بن أبي حفص يومئذ على المطوّعة، وأخوه أبو يحيى على العساكر والموحّدين، فكانت


[١] وفي نسخة أخرى: وافتتح.
[٢] وفي نسخة أخرى: الرنك ولبّبوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>