فاحتمل منها ذخيرته ولحق بنيسابور. وجاء فخر الدولة منهزما على أثره، وكان ذلك لأوّل ولاية حسام الدولة تاش خراسان من قبل أبي القاسم بن منصور من بني سامان، فكتب بخبرهما إلى الأمير نوح ووزيره العتبيّ أبي العبّاس تاش، فجاءه الجواب بنصرهما، فجمع عساكر خراسان وسار معهما إلى جرجان فحاصروا بها مؤيد الدولة شهرين حتى ضاقت أحوال مؤيد الدولة، واعتزم هو وأصحابه على الخروج والاستماتة بعد أن كاتب فائقا الخاصة الساماني، ورغّبه، فوعده بالانهزام عند اللقاء. وخرج مؤيّد الدولة، وانهزم فائق وتبعه العسكر وثبت تاش وفخر الدولة وقابوس إلى آخر النهار. ثم انهزموا ولحقوا بنيسابور، وبعثوا بالخبر إلى الأمير نوح، فبعث إليهم بالعساكر ليعود إلى جرجان، ثم قتل الوزير العتبي كما تقدّم في أخبار دولتهم وانتقض ذلك الرأي.
[(استيلاء عضد الدولة على بلاد الهكارية وقلعة سندة)]
كان عضد الدولة قد بعث عساكره الى بلاد الأكراد الهكاريّة من أعمال الموصل، فحاصر قلاعهم وضيّق عليهم، وكانوا يؤمّلون نزول الثلج فترحل عنهم العساكر، وتأخّر نزوله فاستأمنوا ونزلوا من قلاعهم إلى الموصل، واستولت عليها العساكر وغدر بهم مقدّم الجيش فقتلهم جميعا. وكانت قلعة بنواحي الجبل لأبي عبد الله المرّيّ مع قلاع أخرى، وله فيها مساكن نفيسة، وكان من بيت قديم، فقبض عليه عضد الدولة وعلى أولاده واعتقلهم وملك القلاع. ثم أطلقهم الصاحب بن عبّاد فيما بعد واستخدم أبا طاهر من ولده واستكتبه وكان حسن الخط واللفظ.
[(وفاة عضد الدولة وولاية ابنه صمصام الدولة)]
ثم توفي عضد الدولة ثامن شوّال سنة اثنتين وسبعين لخمس سنين ونصف من ولايته العراق، وجلس ابنه صمصام الدولة أبو كليجار المرزبان للعزاء، فجاءه الطائع معزّيا، وكان عضد الدولة بعيد الهمّة شديد الهيبة حسن السياسة ثاقب الرأي محبّا