للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عمّته بنت الملك مدبّرة لدولته، فوضعت على عزيز الملك من قتله، وولّوا على حلب عبد الله بن عليّ بن جعفر الكتامي، ويعرف بابن شعبان الكتامي وعلى القلعة صفيّ الدولة موصوفا الخادم.

[(استيلاء صالح بن مرداس على حلب)]

ولما ضعف أمر العبيديّين بمصر من بعد المائة الرابعة وانقرض أمر بني حمدان من الشام والجزيرة، تطاولت العرب إلى الاستيلاء على البلاد فاستولى بنو عقيل على الجزيرة، واجتمع عرب الشام فتقاسموا البلاد على أن يكون لحسّان بن مفرّج بن دغفل وقومه طيِّئ من الرملة إلى مصر، ولصالح بن مرداس وقومه بني كلاب من حلب إلى عانة ولحسّان بن عليان وقومه [١] دمشق وأعمالها وكان العامل على هذه البلاد من قبل الظاهر خليفة مصر أنوشتكين إلى عسقلان، وملكها ونهبها حسّان.

وسار صالح بن مرداس إلى حلب فملكها من يد ابن شعبان، وسلّم له أهل البلد ودخلها. وصعد ابن شعبان إلى القلعة فحصرهم صالح بالقلعة حتى جهدهم الحصار، واستأمنوا وملك القلعة وذلك سنة أربع وعشرين وأربعمائة، واتسع ملكه ما بين بعلبكّ وعانة.

[(مقتل صالح وولاية ابنه أبي كامل)]

ولم يزل صالح مالكا لحلب إلى سنة عشرين وأربعمائة فجهّز الظاهر العساكر من مصر إلى الشام لقتال صالح وحسّان، وعليهم أنوشتكين الدريديّ فسار لذلك، ولقيهما


[١] هكذا بياض بالأصل وفي الكامل ج ٩ ص ٢٣٠: «وكان للمصريين بالشام نائب يعرف بأنوشتكين البربري، وبيده دمشق والرملة وعسقلان وغيرها، فاجتمع حسان أمير بني طي وصالح بن مرداس أمير بني كلاب، وسنان بن عليان وتحالفوا واتفقوا على ان يكون من حلب إلى عانة لصالح، ومن الرملة الى مصر لحسّان ودمشق لسنان، فسار حسان الى الرملة فحصرها وبها انوشتكين، فسار عنها الى عسقلان، واستولى عليها حسّان ونهبها وقتل أهلها، وذلك سنة اربع عشرة وأربعمائة، أيام الظاهر لإعزاز دين الله خليفة قصره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>