للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابن بقية فرمي بين الفيلة فقتلته. ولما سار بختيار إلى الشام ومعه حمدان أخو أبي ثعلب وانتهوا إلى عكبرا أحسن له حمدان وقصد الموصل. وكان عضد الدولة قد استحلفه أن لا يدخل ولاية أبي ثعلب فنكث وقصدها، وجاءته رسل أبي ثعلب بتكريت في إسلام أخيه حمدان إليه فيمدّه بنفسه، ويعيده إلى ملكه فقبض على حمدان وبعثه مع نوّابه فحبسه وسار أبو ثعلب إليه في عشرين ألف مقاتل [١] .

وزحفوا إلى بغداد ولقيهما عضد الدولة فهزمهما وأمر ببختيار فقتل صبرا في عدّة من أصحابه لإحدى عشرة سنة من ملكه.

[استيلاء عضد الدولة على ملك بني حمدان]

ثم سار عضد الدولة بعد الهزيمة ومقتل بختيار إلى الموصل فملكها منتصف ذي القعدة من سنة سبع وستين، وكان حمل معه الميرة والعلوفات فأقام في رغد، وبثّ السراة في طلب أبي ثعلب، وراسله في ضمان البلاد على عادته فلم يجبه، فسار إلى نصيبين ومعه المرزبان بن بختيار وأبو إسحاق وطاهر أخو بختيار وأمّهم، فبعث عضد الدولة عسكرا إلى جزيرة ابن عمر مع حاجبه أبي عمر لحرب طغان [٢] ، وعسكرا إلى نصيبين مع أبي الوفاء طاهر بن محمد ففارقها أبو ثعلب إلى ميافارقين واتّبعه أبو الوفاء إليها فامتنعت عليه. ولحق أبو ثعلب بأردن الروم ثم بالحسنيّة من أعمال الجزيرة، وتتبع أبو ثعلب قلاعه وأخذ أمواله في كواشي وغيرها، وعاد إلى ميافارقين. ثم سار عضد الدولة إليه بنفسه واستأمن إليه كثير من أصحابه، ورجع إلى الموصل وبعث العسكر في اتباعه فدخل بلاده فصاهره وردّ الرومي المملك عليهم في غير بيت الملك ليستعين به على أمره، واتبعه عسكر عضد الدولة فهزمهم ونجا إلى بلاد الروم لمساعدة


[١] العبارة مشوشة وغير واضحة وفي الكامل لابن الأثير ج ٨ ص ٦٩١: «فسار بختيار نحو الموصل، وكان عضد الدولة قد حلّفه أنه لا يقصد ولاية أبي تغلب بن حمدان لمودّة ومكاتبة كانت بينهما، فنكث وقصدها، فلما صار الى تكريت أتته رسل أبي تغلب تسأله ان يقبض على أخيه حمدان ويسلّمه إليه، وإذا فعل سار بنفسه وعساكره اليه، وقاتل معه عضد الدولة وإعادة الى ملكه بغداد، فقبض بختيار على حمدان وسلّمه الى نواب أبي تغلب، وسارا جميعا نحو العراق، وكان مع أبي تغلب نحو من عشرين ألف مقاتل» والملاحظ ان ابن خلدون يذكر ابن تغلب ابن ثعلب والثعلبي بدل التغلبي وقد أشرنا الى هذا في مكان سابق من هذا الكتاب.
[٢] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ٨ ص ٦٩٢: «فسيّر عضد الدولة سرية عليها حاجبه ابو حرب طغان إلى جزيرة ابن عمر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>