للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسدّ الثلج المسالك، كتب أهل غزنة إلى بهرام شاه واستدعوه، فلمّا وصل وثبوا بسيف الدولة وصلبوه. وبايعوا لبهرامشاه وملّكوه عليهم كما كان.

[(انتقاض شهاب الدين وغياث الدين على عمهما علاء الدولة)]

لما استفحل أمر علاء الدولة واستفحل ملكه استعمل على البلاد العمّال وكان فيمن ولاه بلاد الغور ابنا أخيه سالم بن الحسين، وهما غيّاث الدين وشهاب الدين، فأحسنا السيرة في عملهما، ومال إليهما الناس، وكثرت السعاية فيهما عند عمّهما بأنهما يريدان الوثوب فبعث عنهما فامتنعا، فجهّز إليهما العساكر فهزماها وأظهرا عصيانه، وقطعا خطبته فسار إليهما فقاتلاه قتالا شديدا حتى انهزم فاستأمن إليهما فأجلساه على التخت، وقاما بخدمته. وزوّج بنته غيّاث الدين منهما [١] وبقي مستبدّا على عمّه علاء الدولة، ثم عهد إليه بالأمر من بعده ومات.

[(وفاة علاء الدولة وولاية غياث الدين ابن أخيه من بعده وتغلب الغز على غزنة)]

ثم توفي علاء الدولة ملك الغورية سنة ست وخمسين، وقام بالأمر من بعده ببيروز كوه غيّاث الدين أبو الفتح ابن أخيه سالم، وطمع الغز بموته في ملك غزنة فملكوها من يده، وبقي غياث الدين في كرسيه ببيروز كوه وأعمالها، وابنه سيف الدين محمد في بلاد الغور. ثم أساء السيرة الغز في غزنة بعد مقامهم فيها خمس عشرة سنة، واستفحل أمر غياث الدين فسار إلى غزنة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة في عساكر الغوريّة والخلخ والخراسانية ولقي الغزّ فهزمهم وملك غزنة من أيديهم. وسار إلى كرمان وشنوران فملكهما، وكرمان هذه بين غزنة والهند وليست كرمان المعروفة. ثم سار غيّاث الدين إلى لهاور ليملكها من يد خسرو شاه بن بهرام، فبادر خسرو شاه إلى نهر المدّ


[١] العبارة غير صحيحة والصواب: وزوّج غيّاث الدين أحدهما بنتا له.

<<  <  ج: ص:  >  >>