للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر الموفّق بالنداء برجوع الزنج إلى موطنهم فرجعوا وأقام الموفّق بمدينة الموفّقية ليأمن الناس بمقامه، وولّى على البصرة والأبلّة وكور دجلة محمد بن حمّاد وقدم ابنه أبا العبّاس إلى بغداد فدخلها منتصف جمادى من سنة سبعين وكان خروج صاحب الزنج آخر رمضان سنة خمس وخمسين وقتله أوّل صفر سنة سبعين لأربع عشرة سنة وأربعة أشهر من دولته.

[ولاية ابن كنداج على الموصل]

لما سار أحمد بن موسى بن بغا إلى الجزيرة وولّى موسى بن أتامش على ديار ربيعة فتغيّر لذلك إسحاق بن كنداج وفارق عسكره وأوقع بالأكراد اليعقوبيّة وانتهب أموالهم ثم لقي ابن مساور الخارجيّ فقتله، وسار إلى الموصل فقاطع أهلها على مال، وكان عليهم عليّ بن داود قائدا، فدفعه وسار ابن كنداج إليه، فخرج عليّ بن داود واجتمع حمدان بن حمدون الثعلبيّ وإسحاق بن عمر بن أيوب بن الخطّاب الثعلبيّ العدويّ، فكانوا خمسة عشر، وجاءهم عليّ بن داود فلقيهم إسحاق في ثلاثة آلاف فهزمهم بدسيسة من أهل مسيرتهم، وسار حمدان وعليّ بن داود إلى نيسابور، وابن أيّوب إلى نصيبين، وابن كنداج في اتّباعه، فسار عنها واستجار بعيسى ابن الشيخ الشيبانيّ وهو بآمد، وأبي العزّ موسى بن زرارة وهو عامل أردن، فأنجداه وبعث المعتمد إلى إسحاق بن كنداج بولاية الموصل فدخلها، وأرسل إليه ابن الشيخ وابن زرارة مائة ألف دينار على أن يقرّهم على أعمالهم فأبى، فاجتمعوا على حربه، فرجع إلى إجابتهم. ثم حاربوه سنة سبع وستين. واجتمع لحربه إسحاق بن أيوب وعيسى ابن الشيخ وأبو العزّ بن حمدان بن حمدون في ربيعة وثعلب وبكر واليمن فهزمهم ابن كنداج إلى نصيبين، ثم إلى آمد وحمر [١] عسكرا لحصار ابن الشيخ بآمد وكانت بينهم حروب.

[حروب الخوارج بالموصل]

كان مساور الخارجي قد هلك في حروبه مع العساكر سنة ثلاث وستين بالبوارسح [٢]


[١] حمر الرجل: تحرق غضبا، وحمره: قال له يا حمار (قاموس) .
[٢] البوازيج: ابن الأثير ج ٧ ص ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>