للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محتاطا به الى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى.

[(نكبة الوزير محمد بن عثمان ومقتله)]

أصل هذا الوزير محمد بن الكاس [١] إحدى بطون بني ورتاجن، وكان بنو عبد الحق عند ما تأثّلوا ملكهم بالمغرب يستعملون منهم في الوزارة. وربّما وقعت بينهم هنالك وبين بني إدريس وبني عبد الله منافسة، قتلوا فيها بعض بني الكاس منهم في دولة السلطان أبي سعيد وابنه أبي الحسن. ثم استوزره السلطان أبو الحسن بعد مهلك وزيره يحيى بن طلحة ابن محلى بمكانه من حصار تلمسان، وقام بوزارته أياما [٢] ، وحضر معه وقعة طريف سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من هذه المائة، واستشهد فيها، ونشأ ابنه أبو بكر في ظلّ الدولة ممتعا بحسن الكفالة وسعة الرزق، وكانت أمّه أمّ ولد، وخلفه عليها ابن عمه محمد بن عثمان هذا الوزير، فنشأ أبو بكر في حجره.

وكان أعلى رتبة منه بأولية أبيه وسلفه، حتى إذا بلغ أشدّه واستوى سمت به الحال [٣] ، وجال أمصار [٤] الملوك في اختياره وترشيحه، حتى استوزره السلطان عبد العزيز كما قلناه. وقام بوزارته أحسن قيام، وأصبح محمد بن عثمان هذا رديفه.

وهلك السلطان عبد العزيز فنصّب أبو بكر ابنه السعيد للملك صبيا لم يثغر، وكان من انتقاض أمره وحصاره بالبلد الجديد واستيلاء السلطان أبي العبّاس عليه ما قدّمناه، قام محمد بن عثمان بوزارة السلطان أبي العبّاس مستبدّا عليه. ودفع إليه أمور ملكه، وشغل بلذّاته، فقام محمد بن عثمان بوزارة السلطان أبي العبّاس من أمور الدولة ما عاناه حتى كان من استيلاء السلطان موسى على دار ملكهم ما مرّ.

وانفضّ بنو مرين عنه للسلطان أبي العبّاس كما ذكرناه، ورجع إلى تازى، فدخلها السلطان أبو العبّاس وفارقهم محمد بن عثمان إلى وليّ الدولة ونزمار بن عريف وهو مقيم بتازى، وتذمّم له فتجهّم له ونزمار وأعرض عنه، فسار معدّا إلى أحياء المنيات من


[١] وفي النسخة المصرية: أصل هذا الوزير من بني الكاس.
[٢] وفي النسخة المصرية: أعواما.
[٣] وفي النسخة المصرية: الخلال.
[٤] وفي النسخة المصرية: وجالت ابصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>