للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقطوان ولاشين التركماني للحديث فتقبضوا عليهم ودخلوا الى بيوتهم ثم باكروا القلعة بالحصار ومنعوا عنها الماء وكان السعيد بعد منصرفهم من دمشق سار في بقية العساكر واستنفر الاعراب وبث العطاء وانتهى الى غزة فتفرّقت عنه الاعراب واتبعهم الناس ثم انتهى الى بلبيس ورأى قلة العساكر فردّ عن الشام مع عز الدين ايدمر الظاهري الى دمشق والنائب بها يومئذ اقوش فقبض عليه وبعث به الى الأمراء بمصر ولما رحل السعيد من بلبيس الى القلعة اعتزل عنه سنقر الأشقر وسار الأمراء في العساكر لاعتراضه دون القلعة وألقى الله عليه حجابا من الغيوم المتراكمة فلم يهتدوا الى طريقه وخلص الى القلعة وأطلق علم الدين سنجر الحنفي من محبسه ليستعين به ثم اختلف عليه بطانته وفارقه بعضهم فرجع الى مصانعة الأمراء بأن يترك لهم الشام أجمع فأبوا إلا حبسه فسألهم أن يعطوه الكرك فأجابوه وحلفهم على الأمان وحلف لهم أن لا ينتقض عليهم ولا يداخل أحدا من العساكر ولا يستميله فبعثوه من حينه الى الكرك وكتبوا الى النائب بها علاء الدين ايدكز الفخري أن يمكنه منها ففعل واستمرّ السعيد بالكرك وقام بدولته ايدكز الفخري واجتمع الأمراء بمصر وعرضوا الملك على الأمير قلاون وكان أحق به فلم يقبل وأشار الى شلامش بن الظاهر وهو ابن ثمان سنين فنصبوه للملك في ربيع سنة ثمان وسبعين ولقبوه بدر الدين وولى الأمير قلاون أتابك الجيوش وبعث مكان جمال الدين اقوش نائب دمشق بتسلمها منه وسار اقوش الى حلب نائبا وولى قلاون في الوزارة برهان الحصري السنحاوي وجمع المماليك الصالحية ووفر اقطاعاتهم وعمر بهم مراتب الدولة وأبعد الظاهرية وأودعهم السجون ومنع الفساد ولم يقطع عنهم رزقا الى أن بلغ العقاب فيهم أجله فأطلقهم تباعا واستقام أمره والله تعالى أعلم.

[خلع شلامش وولاية المنصور قلاون]

أصل هذا السلطان قلاون من القفجاق ثم من قبيلة منهم يعرفون برج أعلى وقد مرّ ذكرهم وكان مولى لعلاء الدين آقسنقر الكابلي مولى الصالح نجم الدين أيوب فلما مات علاء الدين صار من موالي الصالح وكان من نفرتهم واستقامتهم ما قدّمناه ثم قدم الى مصر في دولة المظفر قطز مع الظاهر بيبرس ولما ملك الظاهر قرّبه واختصه وأصهر اليه ثم بايع لابنه السعيد من بعده ولما استوحش الأمراء من السعيد وخلعوه رغبوا من الأمير قلاون في الولاية عليهم كما قدّمناه ونصب أخاه شلامش بن الظاهر فوافقه الأمراء على ذلك طواعية له واتصلت رغبتهم في ولايته مدّة شهرين حتى أجابهم الى ذلك فبايعوه في جمادى سنة ثمان وسبعين

<<  <  ج: ص:  >  >>