للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين وأخوه على العود إلى غزنة [١] وأهلها متوقعون النهب من عسكرهم والفيء.

وكان بينهم رسول الخليفة مجد الدين بن الربيع مدرّس النظامية، جاء إلى شهاب الدين فقتل وهو عنده. وأقام بغزنة فقصده أهل غزنة أن يشفع فيهم، فشفع وسكن الناس. وعاد علاء الدين وأخوه إلى غزنة. ثم وقع بينهما تشاجر على اقتسام الخزانة، وعلى وزارة مؤيد الملك فندم الناس على طاعتهما. وسار جلال الدين ومعه عبّاس الى باميان، وبقي علاء الدولة بغزنة، وأساء وزيره السيرة في الجند والرعيّة، ونهب الأموال حتى باعوا أمّهات أولادهم. ويشكون فلا يشكيهم أحد، فسار الذر في جموع الأتراك والغزّ والغوريّة، فكبسهم إيدكز [٢] الشر في مولى شهاب الدين في ألفين وملك كرمان. وجاء الذر إثر ذلك وأنكر على إيدكز وملك كرمان، وأحسن إلى أهلها. وبلغ الخبر إلى علاء الدين بغزنة، فبعث وزيره إلى أخيه جلال الدين في باميان، وكانت عساكر الغوريّة قد فارقوه ولحقوا بغيّاث الدين، ووصل الذر آخر سنة اثنتين وستمائة إلى غزنة فملكها، وامتنع علاء الدين بالقلعة، فسكّن الذر الناس وأمّنهم، وحاصروا القلعة. وجاء الخبر إلى الذر بأنّ جلال الدين قادم عليك بعساكره، ولحق سليمان بن بشير بغيّاث الدين ببيروز كوه فأكرمه، وجعله أمير داره، وذلك في صفر سنة ثلاث وستمائة وسار الذر فلقي جلال الدين وهزمه، وسيق أسيرا إليه، ورجع إلى غزنة وتهدّد علاء الدين بقتل الأسرى إن لم يسلّم القلعة.

وقتل منهم أربعمائة أسير فبعث علاء الدين يستأمنه، فأمّنه. ولما خرج قبض على وزيره عماد الملك وقتله، وبعث إلى غيّاث الدين بالفتح.

(انتقاض عباس في باميان ثم رجوعه الى الطاعة)

لما أسر علاء الدين وجلال الدين كما قلناه في غزنة وصل الخبر إلى عمّهما عباس في باميان ومعه وزير أبيهما. وسار الوزير الى خوارزم شاه يستنجده على الذر ليخلّص


[١] قبل قليل تحدث ابن خلدون عن ملك غزنة من قبل علاء الدين وأخيه، ثم يذكر ان علاء الدين وأخيه يعتزمان على العود الى غزنة! وكيف يكون هذا؟ وربما يقصد ابن خلدون ان علاء الدين وجلال الدين يودان جعل غزنة قاعدة لهما حسب مقتضى السياق.
[٢] وفي نسخة اخرى ايدكن وفي مكان آخر من هذا الكتاب ايدكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>