للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن ابن مخلد وغضب الموفّق لحبسه ابن وهب وعسكر بالجانب الغربي وتردّدت الرسل بينهما فاتفقا وأطلقه وذلك سنة أربع وستين.

[ظهور العلوية بمصر والكوفة]

وفي سنة ست وخمسين ظهر بمصر إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن الحنفية ويعرف بالصولي يدعو إلى الرضا من آل محمد وملك أشياء من بلاد الصعيد.

وجاءه عسكر أحمد بن طولون من مصر فهزمهم وقتل قائدهم، فجاء جيش آخر فانهزم أمامهم إلى أبو خات وجمع هنالك جموعا وسار إلى الأشمومين [١] فلقيه هنالك أبو عبد الرحمن العمري وهو عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر كان قد أخذ نفسه بحرب البجاة وغزوا بلادهم لما كان منهم في غزو بلاد المسلمين، فاشتدّ أمره في تلك الناحية وكثر اتباعه، وبعث إليه ابن طولون عسكرا فقال لقائده أنا ألبث هناك لدفع الأذى عن بلاد المسلمين، فشاور أحمد بن طولون فأبى القائد إلا من أجزته [٢] فهزمه العمريّ. ولما سمع ابن طولون خبره أنكر عليهم أن لا يكونوا بذكره، فبقي على حاله من الغارة على البجاة حتى أدوا الجزية. فلما جاء الصولي من الأشمونين لقيه العمري فهزمه، وعاد العمري إلى أسوان واشتدّ عيثه، فبعث إليه ابن طولون العساكر فهرب إلى عيذاب وأجاز البحر إلى مكة وافترق أصحابه، وقبض عليه والي مكة وبعث به إلى ابن طولون فحبسه مدّة ثم أطلقه، فرجع إلى المدينة ومات بها.

وفي هذه السنة ظهر عليّ بن زيد، وجاءه الشاه بن ميكال من قبل المعتمد في جيش كثيف فهزمه وأثخن في أصحابه. فسرّح المعتمد إلى حربه كيجور التركي فخرج عليّ عن الكوفة إلى القادسية وملك كيجور الكوفة أوّل شوّال، وأقام عليّ بن زيد ببلاد بني أسد. ثم غزا كيجور آخر ذي الحجة فأوقع به وقتل وأسر من أصحابه ورجع إلى الكوفة، ثم إلى سرّ من رأى، وبقي عليّ هنالك إلى أن بعث المعتمد سنة تسع [٣]


[١] الاشمونين: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٦٣.
[٢] المعنى غير واضح وفي الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٢٦٤: «فاكتب إلى الأمير أحمد عرّفه كيف حالي، فان أمرك بالانصراف فانصرف، وإلا فان أمرك بغير ذلك كنت معذورا. فلم يجبه إلى ذلك، وقاتله فانهزم جيش ابن طولون» .
[٣] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٢٤٠: «فوجه اليه الخليفة نفرا من القوّاد، فقتلوه بعكبرا في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>