للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرقتين. فسارت فرقة إلى عماد الدولة بن بويه وهم الأقل، وفرقة إلى الجيل مع يحكم وهم الأكثر فجبوا خراج الدينور وغيره. ثم ساروا إلى النهروان وكاتبوا الراضي في المسير إلى بغداد فأذن لهم واستراب الحجرية بهم، فردّهم الوزير ابن مقلة إلى بلد الجيل [١] وأطلق لهم مالا فلم يرضوا به، فكاتبهم ابن رائق وهو يومئذ صاحب واسط والبصرة فلحقوا به، وقدم عليهم يحكم، فكاتب الأتراك من أصحاب مرداويج فقدم عليه منهم عدّة وافرة، واختص يحكم وتولّاه ونعته بالرائقي نسبة إليه، وأمره أن يرسمها في كتابه.

(مسير معز الدولة بن بويه الى كرمان وهزيمته)

لما ملك عماد الدولة بن بويه وأخوه ركن الدولة بلاد فارس والجيل، بعثا أخاهما الأصغر معز الدولة إلى كرمان خالصة له، فسار في العسكر إليها سنة أربع وعشرين وثلاثمائة واستولى على السيرجان وكان إبراهيم بن سيجور الدواني [٢] قائد ابن سامان يحاصر محمد بن الياس ابن أليسع في قلعته هنالك. فلما بلغه خبر معزّ الدولة سار من كرمان إلى خراسان، وخرج محمد بن الياس من القلعة التي كان محاصرا بها إلى مدينة قمّ [٣] على طرف المفازة بين كرمان وسجستان فسار إلى جيرفت وهي قصبة كرمان.

وجاء رسول علي بن أبي الزنجي المعروف بعلي بن كلونة [٤] أمير القفص والبلوص، كان هو وسلفه متغلّبين على تلك الناحية ويعطون طاعتهم للأمراء والخلفاء على البعد ويحملون إليهم المال. فلما جاء رسوله بالمال امتنع معزّ الدولة من قبوله إلّا بعد دخول جيرفت، فلمّا دخل جيرفت صالحه وأخذ رهنه على الخطبة له. وكان عليّ بن كلونة قد نزل بمكان صعب المسلك على عشرة فراسخ من جيرفت، فأشار على معزّ الدولة


[١] ترد هذه الكلمة عدة مرات الجيل ومرارا الجبل وفي معجم البلدان: الجبل «اسم جامع لهذه الأعمال التي يقال لها الجبال في بلاد العجم. وهو اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باضطلاع العجم بالعراق، ونسبة العجم له بالعراق غلط» وقد تكون محرفة عن الجيلان وهي بلاد كثيرة وراء بلاد طبرستان، ويقطن بلاد جيلان قبيلة تسمى الجيل.
[٢] إبراهيم بن سيمجور الدواتي: ابن الأثير ج ٨ ص ٣٢٤.
[٣] هي مدينة بمّ وليست قمّ كما في الكامل.
[٤] علي بن كالويه المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>