للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخراج وأراه مروجها وسدّها، وقيل كان فتحها سنة ثلاثين أيام عثمان، ثم أرسل سويد إلى الأصبهبذ صاحب طبرستان على الموادعة فقبل وعقد له بذلك.

[فتح أذربيجان]

ولما افتتح نعيم الريّ أمره عمر أن يبعث سماك بن خرشة الأنصاري إلى أذربيجان ممدّا لبكير بن عبد الله [١] ، وكان بكير بن عبد الله عند ما سار إلى أذربيجان لقي بالجبال أسفنديار بن فرّخزاد مهزوما من واقعة نعيم من ماح رود [٢] دون همذان وهو أخو رستم فهزمه بكير وأسره. فقال له: أمسكني عندك فأصالح لك على البلاد وإلا فرّوا إلى الجبال وتركوها، وتحصّن من تحصّن إلى يوم ما فأمسكه وسارت البلاد صلحا إلّا الحصون. وقدم عليه سماك وهو في مثل ذلك وقد افتتح ما يليه وافتتح عتبة بن فرقد ما يليه، وكتب بكير إلى عمر يستأذنه في التقدّم، فأذن له أن يتقدّم نحو الباب وأن يستخلف على ما افتتح، فاستخلف عتبة بن فرقد وجمع له عمر أذربيجان كلها، فولّى عتبة سماك بن خرشة [٣] على ما افتتحه بكير. وكان بهرام بن الفرّخزاد قصد طريق عتبة وأقام به في عسكره مقتصدا [٤] معترضا له فلقيه عتبة وهزمه، وبلغ خبر الإسفنديار وهو أسير عند بكير فصالحه واتبعه أهل أذربيجان كلهم. وكتب بكير وعتبة بذلك إلى عمر وبعثوا بالأخماس فكتب عمر لأهل أذربيجان كتاب الصلح، ثم غزا عتبة بن فرقد شهرزور والصامغان ففتحهما بعد قتال على الجزية والخراج، وقتل خلقا من الأكراد، وكتب إلى عمر أن فتوحي بلغت أذربيجان فولّاه إياه وولى هرثمة بن عرفجة الموصل.

[فتح الباب]

ولما أمر عمر بكير بن عبد الله بغزو الباب والتقدم إليها، بعث سراقة بن عمرو على حربها فسار من البصرة، وجعل على مقدّمته عبد الرحمن بن ربيعة وعلى إحدى


[١] وفي نسخة ثانية: لبكر بن عبد الله.
[٢] وفي نسخة ثانية: معهم ابو حرود.
[٣] وفي النسخة الباريسية: ابن خرثمة.
[٤] وفي النسخة الباريسية: معتصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>