للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أخيه تقيّ الدين عمر بن شاه ثم توفي تقيّ الدين فاقطعها أخاه العادل أبا بكر بن أيوب ثم توفي صلاح الدين سنة تسع وثمانين فطمع عز الدين صاحب الموصل في ارتجاعها واستشار أصحابه فأشار عليه بعضهم بمعاجلتها وأن تستنفر أصحاب الاطراف لها مثل صاحب اربل وصاحب جزيرة ابن عمر وصاحب سنجار ونصيبين ومن امتنع يعاجله حربا ويعاجل البلد قبل أن يستعدّ أهله للمدافعة وأشار مجاهد الدين قايمان بمشاورة هؤلاء الملوك والعمل بإشارتهم فقبل من مجاهد الدين وكاتبهم فأشاروا بانتظار أولاد صلاح الدين وأن البلد في طاعته وأنه القائم بدولته وأنه بلغه أنّ صاحب ماردين تعرّض لبعض بلاده فجهز جيشا كثيفا لقصد ماردين فوجموا الكتابة وتركوا الحركة ثم بلغهم أنه بظاهر حران في خف من العسكر فتجهز للحركة عليه ولما وقع الاتفاق مع صاحب سنجار جاءت عساكر الشام الى العادل من الأفضل فامتنع وسار عز الدين في عساكره من الموصل الى نصيبين واجتمع بأخيه عماد الدين وساروا الى الرها وقد عسكر العادل قريبا منهم بمرج الريحان وخافهم فأقاموا أياما كذلك ثم طرق عز الدين المرض فترك العساكر مع أخيه عماد الدين وسار الى الموصل والله تعالى أعلم.

[وفاة عز الدين صاحب الموصل وولاية ابنه نور الدين]

ولما رجع عز الدين الى الموصل أقام بها مدّة شهرين واشتدّ مرضه فتوفي آخر شعبان سنة تسع وثمانين وولى ابنه نور الدين ارسلان شاه بن عز الدين مسعود بن مودود بن الاتابك زنكي وقام بتدبير دولته مجاهد الدين قايمان مدبر دولة أبيه والله سبحانه وتعالى أعلم.

[وفاة عماد الدين صاحب سنجار وولاية ابنه قطب الدين]

ثم توفي عماد الدين زنكي بن مودود بن الاتابك زنكي صاحب سنجار والخابور ونصيبين والرقة وسروج وهي التي عوّضه صلاح الدين عن حلب لما أخذها منه توفي في محرّم سنة أربع وتسعين وملك بعده ابنه قطب الدين وتولى تدبير دولته مجاهد الدين برتقش مولى أبيه وكان دينا خيرا عادلا متواضعا محبا لأهل العلم والدين معظما لهم وكان متعصبا على الشافعية حتى انه بني مدرسة للحنفية بسنجار وكان حسن السيرة والله تعالى أعلم

.

<<  <  ج: ص:  >  >>