للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن الحسين علاء الدين وجلال الدين من باميان، وشغلوا عنه بغزنة، فأقام خوارزم شاه محاصرا له أربعين يوما، وكان عنده محمد بن عليّ بن بشير، وأطلقه في أسرى الغورية وأقطعه، فبعثه إلى عمر بن الحسين صاحب بلخ في الطاعة فأبى من ذلك، واعتزم خوارزم شاه على المسير إلى هراة، ثم بلغه ما وقع بين الذر وبين علاء الدين وجلال الدين، وأن الذر أسرهما، وأنّ عمر بن الحسين صاحب بلخ أبى ذلك، فأعاد عليه ابن بشير، فلم يزل يفتل له في الذروة والغارب حتى أطاع صاحب خوارزم، وخطب له. وخرج إليه فخلع عليه وأعاده إلى بلده في سلخ ربيع سنة ثلاث وستمائة ثم سار إلى جورقان ليحاصرها، وبها عليّ بن أبي عليّ فوقعت المراوضة بينهما. ثم انصرف عن جورقان [١] وتركها لا بن حرميل، واستدعى عمر بن الحسين الغوريّ وصاحب بلخ فقبض عليه، وبعثه إلى خوارزم، ومضى إلى بلخ فملكها، وولّى عليها جعفرا التركيّ ورجع إلى خوارزم.

[(استيلاء علاء الدين ثانيا على غزنة ثم انتزاع الذر إياها من يده)]

قد تقدّم لنا استيلاء الذر على غزنة وإخراجه علاء الدين وجلال الدين منها إلى باميان، فأقاما بها شهرين، ولحق كثير من الجند بعلاء الدين صاحبهم، وأقام الذر بغزنة متوقفا عن الخطبة لغياث الدين يروم الاستبداد، وهو يعلّل الأتراك برجوع رسوله من عند غيّاث الدين مخافة أن ينفضّوا عنه. فلمّا ظفر بعلاء الدين وملك القلعة أظهر الاستبداد وجلس على الكرسيّ وجمع علاء الدين وجلال الدين العساكر وساروا من باميان الى غزنة، وسرّح الذر عساكره للقائهما فهزماها وأثخناها [٢] .

وهرب الذر إلى بلد كرمان واتبعه بعض العسكر فقاتلهم ودفعهم. وسار علاء الدين وأخوه إلى غزنة وملكوها، وأخذوا خزانة شهاب الدين التي كان الذر أخذها من يد الوزير مؤيد الدين عند مقدمه بجنازة شهاب الدين الى كرمان كما مرّ. ثم اعتزم علاء


[١] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ١٢ ص ٢٣٠: «ثم سار خوارزم الى كرزبان ليحاصرها، وبها عليّ بن أبي عليّ ... »
[٢] الضمير عائد الى عساكر الذر.
ابن خلدون م ٣٥ ج ٤

<<  <  ج: ص:  >  >>