للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قام بأمر كدميوة عبد الحق بن [١] الملياني سعد الله أيام السلطان أبي الحسن وابنه أبي عنّان، وكانت بينه وبين عامر بن محمد فتنة جرّها منصب العمالة، شأن المجاورين من القبائل، وقديم العداوة بين السلف. فلما استفحل أمر عامر بالولاية على مراكش وسائر المصامدة، نبذ إلى عبد الحق العهد ونحلة الخلاف والمداخلة للسكسيوي شيخ الفتنة المستعصي منذ أوّل الدولة، فصمد إليه سنة سبع وخمسين وسبعمائة في قومه ومشايخ السلطان التي كانت بمراكش لنظره فاقتحم عليه معقلة عنوة وقتله. واستولى على كدميوة ولحق بنو سعد الله بفاس، فأقاموا بها حتى إذا خاض السلطان أبو سالم البحر إلى ملكه بعد أخيه أبي عنّان ونزل بغمارة، نزل [٢] إليه يوسف بن سعد الله واعتقد منه ذمّة سابقيته تلك. فلما استولى على البلد الجديد واستقل سلطانه، عقد له على قومه رعيا لوسيلته، فأقام في ولايته مدّة السلطان أبي سالم.

وكان عامل مراكش محمد بن أبي العلى من حاشية السلطان وبيوت الولاة بالمغرب معوّلا فيها على مظاهرته.

ولما هلك السلطان ابو سالم واستبدّ عمر بن عبد الله على الملوك بعده، بادر لحين ثورته بالعقد لعمر على أعمال مراكش ليستظهر به، وطيّر إليه الكتاب بذلك، ونزل إلى مراكش وقتل بها يوسف بن سعد الله، ونكث ابن أبي العلى، ثم قتله وألحقه بابنه عبد الحق [٣] ، وذهبت الرئاسة من كدميوة برهة من الدهر، ثم رجعت إليهم في بني سعد الله، والله تعالى قادر على ما يشاء، وبيده تصاريف الأمور لا ربّ سواه، ولا معبود إلا إيّاه.

[(وريكة)]

فهم مجاورون لهنتاتة، وبينهم فتنة قديمة وحروب متصلة ودماء مطلولة، كانت بينهم سجالا، وهلك فيها من الفريقين أمم إلى أن غلبهم هنتاتة باعتزازهم بالولاية،


[١] بياض بالأصل ولم نستطع معرفة اسم أبيه من المراجع التي بين أيدينا. ولكن يبدو أن والده يدعى يوسف بن سعد الله وذلك حسبما يأتي في آخر هذا الموضع من هذه النسخة.
[٢] وفي نسخة أخرى: نزع.
[٣] وفي نسخة أخرى: وقتل بها يوسف بن سعد الله، ونكب بأبي العلى ثم قتله وألحقه بأبيه عبد الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>