للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أوضاع الأمراء بالحلّة [١] وتصرّف فيها وصار شحنة بغداد ومن فيها على وجل منه، ووضع الخليفة الحامية على الأسوار وأرسل إلى عليّ يحضّه على الاستقامة فأجاب بالآمال والطاعة فسكن الناس.

(أخذ السلطان الحلة من يد عليّ وعوده اليها)

كان عليّ بن دبيس كثير العسف بالرعية والظلم لهم، وارتفعت شكوى الرعية به إلى السلطان مسعود سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فأشكاهم، وأقطع الحلّة سلاركرد فسار إليها من همذان. وجمع عسكرا من بغداد وقصد الحلّة، واحتاط على أهل عليّ، وأقام بالحلّة في مماليكه وأصحابه. ورجعت عنه العساكر ولحق عليّ بن دبيس بالتقشكنجر [٢] وكان في أقطاعه باللّحف متجنيا على السلطان مسعود، فاستنجده عليّ فأنجده، وسار معه إلى واسط، وسار معهما الطرنطاي صاحب واسط فانتزعوا الحلّة من سلاركرد ورجع إلى بغداد آخر اثنتين وأربعين، واستولى عليّ على الحلّة.

(نكبة عليّ بن دبيس)

ثم انتقض على السلطان مسعود سنة أربع وأربعين وخمسمائة جماعة من الأمراء منهم التقشكنجر والطرنطاي وعليّ بن دبيس، وبايعوا ملك شاه ابن السلطان محمود، وساروا به إلى العراق، وراسلوا المقتفي في الخطبة له فامتنع، وجمع العساكر وحصن بغداد وأرسل إلى السلطان مسعود بالخبر فشغل عنهم بلقاء عمّه السلطان سنجر، كان سار إليه بالريّ. ولما علم التقشكنجر بذلك نهب النهروان وقبض على عليّ بن دبيس، وهرب الطرنطاي إلى النعمانيّة. ثم وصل السلطان مسعود إلى بغداد فرحل التقشكنجر من النهروان وأطلق عليّ بن دبيس فسار إلى السلطان مسعود فلقيه ببغداد واستعطفه فرضي عنه.


[١] المعنى غير واضح وفي الكامل ج ١١ ص ١٠٥: «ومدّ علي يده في أقطاع الأمراء بالحلّة، وتصرّف فيها على وجل منه» وقد ذكر ابن الأثير هذه الحوادث سنة ٥٤٠.
[٢] البقش كون خر: ابن الأثير ج ١١ ص ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>