للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابتداء أمر القرامطة بالبحرين والشام]

كان في سنة احدى وثمانين قد جاء إلى القطيف بالبحرين رجل تسمّى بيحيى بن المهدي وزعم أنه رسول من المهدي، وأنه قد قرب خروجه، وقصد من أهل القطيف علي بن المعلّى بن حمدان الرباديني، وكان متغاليا في التشيع، فجمع الشيعة وأقرأهم كتاب المهدي ليشيع الخبر في سائر قرى البحرين، فأجابوا كلّهم وفيهم أبو سعيد الجنابي وكان من عظمائهم. ثم غاب عنهم يحيى بن المهدي مدّة ورجع بكتاب المهدي يشكرهم على إجابتهم وأمرهم أن يدفعوا ليحيى ستة دنانير وثلاثين عن كل رجل منهم ففعلوا. ثم غاب وجاء بكتاب آخر بأن يدفعوا إليه خمس أموالهم فدفعوا، وأقام يتردّد في قبائل قيس، ثم أظهر أبو سعيد الجنابي الدعوة بالبحرين سنة ست وثمانين واجتمع إليه القرامطة والأعراب، وقتل واستباح وسار إلى القطيف طالبا البصرة، وبلغت النفقة فيه أربعة عشر ألف دينار. ثم قرب أبو سعيد من نواحي البصرة، وبعث المعتضد إليهم المدد مع عبّاس بن عمر الغنويّ وعزله عن فارس وأقطعه اليمامة والبحرين، وضمّ إليه ألفين من المقاتلة، وسار إلى البصرة وأكثر من الحشد جندا ومتطوّعة. فسار ولقي أبا سعيد الجنابي، ورجع من كان معه بني ضبّة إلى البصرة. ثم كان اللقاء فهزمه الجنابي وأسره واحتوى على معسكره وحرق الأسرى بالنار وذلك في شعبان من هذه السنة. وسار إلى هجر فملكها وأمّن أهلها ورجع إلى أهل البصرة، وبعثوا إليهم بالرواحل عليها الطعام والماء، فاعترضهم بنو أسد وأخذوا الرواحل وقتلوا الفلّ، واضطربت البصرة وتشوف أهلها إلى الانتقال فمنعهم الواثقي. ثم أطلق الجنابي العبّاس الغنويّ فركب إلى الأبلّة وسار منها إلى بغداد، فخلع عليه المعتضد. وأمّا ظهورهم بالشام فان داعيتهم ذكرويه بن مهرويه الّذي جاء بكتاب المهدي إلى العراق لما رأى الجيوش متتابعة إلى القرامطة بالسواد، وأبادهم القتل، لحق بأعراب أسد وطيِّئ، فلم يجبه فبعث أولاده في كلب بن وبرة فلم يجبه منهم إلّا بنو القليظي بن ضمضم بن عديّ بن جناب، فبايعوا ذكرويه ويسمّى بيحيى ويكنّى بأبي القاسم، ولقّبوه الشيخ، وأنه من ولد إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق. وأنه يحيى بن عبد الله بن يحيى بن إسماعيل، وزعم أنّ له مائة ألف تابع، وانّ ناقته التي يركبها مأمورة فمن تبعها كان منصورا. فقصدهم شبل مولى

<<  <  ج: ص:  >  >>